ثم إن بديل بن الورقاء وعمرو بن سالم وهما من كبار رجال خزاعة أتيا إلى المدينة فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وآله بني بكر وقريشا، وكان ذلك سببا في تجهيز النبي صلى الله عليه وآله جيشا لفتح مكة (42).
ويظهر من سيرة ابن هشام أن بعض رجال خزاعة أسلموا قبل وقعة أحد، من بينهم نافع بن بديل بن ورقاء قارئ القرآن الذي قتل في حادثة بئر معونة.
وقد كتب رسول الله صلى الله عليه وآله قبل فتح مكة إلى بديل بن ورقاء وبسر بن سفيان الخزاعي يدعوهما إلى الإسلام، فأسلما. وقد اشترك بديل في فتح مكة وفي غزوة حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بالإشراف على غنائم حنين(43). وكان بديل إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، ثم إنه توفي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله.
إسلام الأوس والخزرج
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلتقي بقبائل العرب خلال مراسم الحج فيدعوهم إلى الإسلام. وقد التقى في مراسم الحج للسنة الحادية عشرة من البعثة بستة رجال من الخزرج، وكانوا قبل ذلك قد سمعوا من اليهود بشائر بقرب ظهور أحد الأنبياء، فاستجاب هؤلاء الستة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله على أمل أن يتمكن الإسلام من إنهاء النزاعات الناشبة بينهم، وأن يبدل تلك الصراعات بالألفة والمودة. ثم عاد هؤلاء الرجال إلى يثرب، فكانوا نواة لانتشار الإسلام فيها بين الأوس والخزرج(44).
مخ ۱۶