إسلام دوس قدم الطفيل بن عمرو الدوسي إلى مكة، وكان شاعرا بليغا لبيبا، وكانت قريش قد أوصته بأن لا يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أنه التقى به، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فأسلم الطفيل على الفور. ثم عاد إلى قبيلته فدعاهم إلى الإسلام فلم يستجب له إلا أبوه وزوجته، فرجع إلى مكة وأطلع رسول الله صلى الله عليه وآله على عدم إسلام قومه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم عاد الطفيل إلى قبيلته ودعاهم إلى الإسلام. وقد التحق الطفيل في حرب خيبر برسول الله صلى الله عليه وآله ومعه ثمانون أهل بيت من قومه، فأسهم لهم رسول الله صلى الله عليه وآله في الغنائم.
وبعد فتح مكة، طلب الطفيل من النبي صلى الله عليه وآله أن يرسله لإحراق صنم « ذو الكفين » وهو صنم قبيلة عمرو بن حممة، فأرسله النبي صلى الله عليه وآله فأحرق الصنم المذكور ثم عاد إلى المدينة وبقي فيها إلى وفاة النبي صلى الله عليه وآله(33).
ومن الجدير بالذكر أن الطفيل من مسلمي فترة البعثة، وكان قد أسلم من تلقاء نفسه، وأدى في حياته خدمات كبيرة للإسلام، ثم استشهد في نهاية المطاف في حرب اليمامة(34).
إسلام قبيلة أزد عمان
أرسل النبي صلى الله عليه وآله في شهر ذي القعدة في السنة الثامنة للهجرة عمرو بن العاص إلى جيفر ملك عمان وأخيه عبد، ودعاهما إلى الإسلام فأسلما، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله عمرا بالبقاء في عمان لأخذ الصدقات من غنيهم وتوزيعها بين فقرائهم، ولأخذ الجزية من مجوس عمان(35).
كما وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وفد من رجال مدينة « دبا » فأعلنوا إسلامهم، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله معهم حذيفة البارقي لتعليمهم القرآن والأحكام وأخذ الصدقات.(36)
مخ ۱۴