وبعد تخريب ذي الخلصة، قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عثعث بن زحر وأنس بن مدرك في رجال من خثعم وأعلنوا إيمانهم بالله وبرسوله وبما جاء به الرسول، فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا أباح فيه كل دم سفكوه في الجاهلية، وأمرهم بالتصدق بعشر غلات أراضيهم الديمية والمسقية، وعين لهم حدود مراتعهم(24).
قبيلة بجيلة
سميت هذه القبيلة القحطانية باسم أمهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، وهم ينحدرون من نسل أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وتسكن بجيلة في سراة اليمن الوسطى، وقد تفرق أكثر رجالها خلال الفتوح الإسلامية في مدن العراق، وذهبت طائفة قليلة منهم إلى بلاد الشام، ولم يبق في سراة اليمن الوسطى إلا عدد قليل من بجيلة.
إسلام بجيلة
قدم وقد بجيلة إلى المدينة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية وعلى رأسهم جرير بن عبدالله، فأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لجرير ( وكان قد ساءله عما وراءه ): فما فعل ذو الخلصة ؟ قال: هو على حاله قد بقي، والله مريح منه إن شاء الله. فبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هدم ذي الخلصة وعقد له لواء ودعا له، فذهب جرير وهدمه(25).
ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله جريرا ورجلين آخرين إلى ذي الكلاع وذي عمرو من أذوا اليمن، فدعوهما إلى الإسلام فأسلما، وقد بقي جرير عندهما إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله(26).
وجاء أيضا قيس بن عزرة الأحمسي في 250 رجلا من وفد أحمس فلقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلموا على يديه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بلالا الحبشي بإهداء الجوائز إلى وفد بجيلة(27).
مخ ۱۱