ولما بلغ تمادي أهل الجوف على الخلاف آل دعام بالسوق، وآل
عزان، وعضاضة بأجمعها، ووصله السلطان روضان بن جحاف في جماعة من حلفائه مستصرخين، فجهز صنوه الأمير الأجل شمس الدين أحمد، والأمير علم الدين سليمان بن موسى في مائة وعشرين فارسا ليلة النصف من شعبان، فساروا ليلتهم إلى أن وصلوا وادي مذاب(1) آخر الليل وتموا إلى الشرطة فعلفوا الدواب وعلقوها الشعير(2)، واستمتع الناس ببعض شيء، وركبوا آخر نهارهم وساروا ليلتهم إلى أن سطع الفجر](3).
[تكملة ترجمة المعتضد بالله يحيى بن المحسن]
وكان الداعي -عليه السلام- مفلقا بطلا شجاعا إلا أنه قليل حظ، وأهله يروون حديثا عن النبي معناه: ((سيخرج رجل من ولدي ينفث بالشعر كنفث الحية بالسم))(4)، ويقولون: هو المعني بهذا الخبر لغزر قريحته وسهولة الشعر عليه.
وله -عليه السلام- مصنفات في العربية(5) وفي أصول الفقه (كتاب المقنع) جزءان، صنف الجزء الأول وعاقه عن إتمامه الحمام فألف الجزء الثاني السيد العلامة محمد بن الهادي بن تاج الدين وللداعي من أبيات يمدح فيها مصنفه كتاب المقنع هذا:
مخ ۱۸۲