وفي سنة إحدى وثلاثين جهز خزانة عظيمة(1) وعسكرا كثيرا إلى مكة إلى الشريف راجح بن قتادة، فأخرج العسكر المصري منها، وأرسل بهدية كبيرة إلى الخليفة ببغداد، وكان الخليفة يومئذ المستنصر بن الظاهر (2) وهو والد المستعصم (3) وطلب منه تشريفا(4) بالولاية والنيابة كما جرت عادة الملوك، فعاد الجواب بأن التشريف يصلك إلى عرفة. فخرج السلطان من اليمن يريد الحج، فحج وهرب منه الشريف راجح بن قتادة والي مكة. وأرسل الخليفة بالنيابة والتشريف إليه صحبة الحاج العراقي، فخرج حاج العراق إلى بعض الطريق فقطعت العرب عليهم الطريق فاعتاق الحاج إلى أن فاتهم الحج، ورجعوا إلى بغداد، ولم يصل منهم أحد في ذلك العام(5).
مخ ۷۶