ولما تسلم صنعاء وأعمالها(1)، أقطعها ابن أخيه أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول (2) فطلع الأمير نجم الدين أحمد بن زكري حصن براش(3) خائفا من السلطان نور الدين، وطلع السلطان نور الدين إلى صنعاء وأمر بالحطاط(4) على براش، وفيه الأمير نجم الدين أحمد بن زكري، وفي خلال ذلك وصل إليه الأشراف(5) إلى حصن ذمرمر(6) وهم الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة (7) وأولاده، والأمير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور(8) بالله -عليه السلام- وأخوته، ووهاس بن أبي القاسم فتحالفوا، وعقدوا صلحا بينهم، ولم يجر بينهم خلف ولا حرب إلى(1) أيام الإمام أحمد بن الحسين (2) -عليه السلام- سنة ست وأربعين وستمائة إلا مرة واحدة، وسأذكرها -إن شاء الله [تعالى](3)- على ما حكاه الخزرجي (4) وهي الوقعة التي أشار إليها السيد (5) -رحمه الله [تعالى](1)- بقوله وأمكنت من بني المنصور البيت(2)، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وأقر الاشراف على بلادهم جميعا، فلما افترقوا على الصلح اضطرب الأمير نجم الدين أحمد بن زكري(3) فراسل السلطان نور الدين، ونزل من حصن براش وسار صحبته إلى اليمن، ونزل صحبته أيضا الأمير أسد الدين إلى اليمن(4)، ثم رجع أسد [330] الدين إلى صنعاء.
مخ ۷۳