وخرج في لقائة الملوك والفقهاء وأعيان البلد وعامة الناس وخاصتهم فوقف لهم في الخيل وقبلوا كفه المباركة وأكثروا من الدعاء له وهو يؤمن على دعائهم، إلى أن قال: وكان يوما عظيما.
وله في وصف القينات والمغنيات من التعظيم نحو هذا وحيث قال في تحقير الأئمة الطاهرين من ذرية سيد المرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين مستهزئا ومتبجحا، وقد ذكر الإمام إبراهيم بن تاج الدين(1) -عليه السلام-: ثم جاء الإمام والأمير صارم الدين فدخلوا صنعاء الخامس من شهر جمادي الاولى وأقاموا بصنعاء وركب الإمام يوم الجمعة إلى جامع صنعاء ورقى منبره وأذن المؤذن في منارته بحي على خير العمل، وخالطهم من العجب والجدل أمر عظيم، ثم قال:
لو علموا عقبى الأمور لقابلوا .... أوائلها بالحزم واطرحوا العجبا
ولكنه المقدور يلوى بذي الحجا? .... فيسلبه أن حم أراؤه سلب
قال: وكانوا جميعا على عزم الخروج من صنعاء إلى ذمار، وربما طمعوا فيما خلف ذمار، قال: ثم إن الأمير علي بن عبدالله ركب في بعض الأيام إلى الأمير صارم الدين داود بن الإمام فتراجعوا في أمورهم فقال الأمير صارم الدين: إني رأيتكم ياهؤلاء الشرفاء مذ دخلتم إلى هذه البلدة، قد ملتم إلى الراحة وأنفسكم تحدثكم بالخروج إلى ذمار ثم إلى اليمن ومناصبة السلطان وهذا رأي فاسد فلو نظرتم أولا في أموركم خاصة ثم نظرتم بعد ذلك في الخروج من صنعاء كان أصوب إلى آخر كلامه.
مخ ۱۰۷