ومنه: ونحن نذكر عليه أمرين أحدهما خفي، وهو أنه من جملة أهل الدربين في كيدنا، وهذا لم نعلمه يقينا وقد حلف لنا عليه في كتبه ولم نؤاخذه بسببه. والثاني : أنه تولى من القوم وهو الظاهر الجلي والولاية متضمنة الموالاة وزيادة، إلى آخره(1).
ثم نهض -عليه السلام- من حوث إلى جهات عيال أسد البحيري ثم إلى ذروة، ثم إلى بلاد حمير فحط في قرية حلملم، وبلغ الإمام -عليه السلام- أن الأمير شمس الدين والأمير أسد الدين عازمان على النهوض إلى الظاهر، فأمر الإمام -عليه السلام- بالأهبة للجهاد، وجمع من أمكن من العساكر. ونهض القوم من صنعاء إلى البون، ثم إلى موضع يسمى الأبرق(2)، وكان فيه الأمير الكبير ابن عم الإمام -عليه السلام- القاسم بن يحيى بن القاسم بن أحمد في عسكر فانهزموا عن الدرب، ولم يلبث القوم أن نهضوا إلى ظاهر آل يزيد فحطوا في بركة تسمى طلة، فأمر الإمام -عليه السلام- الأمير الكبير شمس الدين احمد بن يحيى بن حمزة، فحط في موضع فوق وادي عقار يسمى الحصبات وأمر معه الفقيه [الإمام](3) العلامة حميد بن أحمد المحلي والفقيه المجاهد أحمد بن موسى الصعدي وجماعة من الأخيار الشرف والعرب، وكان مركزهم في هضب مطل على محل يسمى الأذفر في أعلى وادي عقار(4).
وقعة الحصبات واستشهاد الفقيه الإمام شيخ الزيدية أبي عبدالله حميد بن أحمد المحلى رضوان الله عليه، وما كان بعد ذلك من الحوادث:
مخ ۳۵۵