243

وحضر الأمير شمس الدين في مجمع عظيم من كبار الشرف والعرب(1) من العلماء وغيرهم، وجرى الكلام والمعاتبات والاعتاب، ثم أعطى أمير المؤمنين عهد الله وميثاقه على النصيحة والحرب لأعداء الله فقبل الإمام -عليه السلام- ذلك وطابت نفسه، وتحدث الأمير شمس الدين على أعيان الناس باجتماع الكلمة بينه وبين الإمام -عليه السلام-، وأنه يتقدم إلى ظفار لزيارة أهله وافتقاد أموره والتشمير للجهاد في سبيل الله. ونهض من عند أمير المؤمنين حتى وصل إلى وادي ظهر والتقى ببعض أهله فجرت المراسلات بينه وبين السلطان المظفر والسلطان حينئذ في محطة الصافية، فيما بين سناع وصنعاء في عساكر عظيمة، فلما تمت الشروط بينهم تقدم الأمير شمس الدين والتقى بالسلطان وجرت بينهم الأيمان والمواثقات على حرب الإمام [عليه السلام](2) واستئصال شأفة أنصاره، وعقد له السلطان بأشياء، وأمر الأمير أسد الدين بالقيام مع الأمير شمس الدين في حرب الإمام، ولم يلبث السلطان أن نهض قافلا إلى جهة اليمن، وقال القاضي الأجل مسعود بن عمر العنسي في ذلك:

لله حسبك يابن بنت محمد

إن يفلتوك(3) فإن سعدك غالب

ماللعباد على عنادك قدرة

يكفيك لو أصبحت وحدك واحدا?

?

دون الأنام ونعم نعم الناصر

أو يخذلوك فإن نصرك قاهر

وزعيم نصرتك المليك القادر

مخ ۳۳۰