240

قال: وأخبرني بعض الناس أن السلطان وجد أموالا عظيمة وخزائن جمة في حصن الدملوه حين استولى عليه فدعاه ذلك إلى ملك اليمن الأعلى، وحرب الإمام وقواه على ذلك كثير من أهل الزمان الذين هم عبيد الدينار والدرهم كالأمراء الحمزيين والسلاطين آل حاتم أهل ذمرمر وسنحان وغيرهم من القبائل، فنهض على حين غفلة، فلما استقل في الحقل(1) موضع يسمى [الضنمية](2) نهض عسكر أمير المؤمنين -عليه السلام- من خاو إلى قصر المياتم ثم إلى مثوة(3)، وأقاموا هنالك، وكان طلوع السلطان في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وستمائة، وانتقل السلطان إلى خاو لتثبيت أمور القبائل من مذحج وغيرهم، ثم انتقل فحط في الخشب(4)، ثم انتقل إلى زيدان(5) قبلي مثوة وأمر خادمه الخصي أن يحط في يماني مثوة ليفرق الحرب على المجاهدين، ثم نهض إلى موضع يسمى البيضاء(6)، ثم إلى أسفل عباصر(7) وأقام أياما، ثم نهض إلى مصنعة الدمنة، وكانت الوقعات بينه وبين الأمير شمس الدين وصنو الإمام الأمير الكبير أبو المظفر علم الدين سليمان بن يحيى ومن معهما من المقدمين والمجاهدين، الأولى في موضع يسمى المراكب قريبا من مثوة، قتل فيها من أعداء الله زهاء عشرين رجلا، والوقعة الأخرى هي وقعة الخادم الخصي في موضع يسمى المطاحن(1)، قتل فيها رئيس من رؤساء الباطنية الملاحدة يسمى منصور بن الحداد صاحب حصن كحلان في عدة من الأعاجم وغيرهم.

روى بعضهم أنه شاهد فوق الثلاثين القتيل من أعداء الله وغنم المجاهدون منهم غنائم كثيرة من الدروع والبيض والمغافر والسيوف والخيل والبغال وآلة الطبلخانات، ولم يقتل من المجاهدين إلا رجل واحد، وأبلى في ذلك [اليوم](2) أمراء الحمزيين خاصة، لأن سائر المقدمين كانوا في جهة أخرى، ولما غنم المجاهدون هذه الغنيمة من أعداء الله طلبهم الأمير شمس الدين المتوكل بردها بعد أن رد ما وقع في يديه[314] لأجل ما تقدم بينه وبين السلطان من المواثيق(3).

وانتقل الأميران الكبيران شمس الدين المتوكل وعلم الدين صنو أمير المؤمنين ومن معهما من المقدمين والمجاهدين إلى الإمام -عليه السلام- إلى صنعاء لما طمع الناس في حطام الدنيا واخلدوا إلى الدينار والدرهم وتقاصرت على المجاهدين الأسعار، وامتنع الناس من البيع والشراء منهم في الاغلب، وأوعب(4) أهل البلاد على مخالفة الحق رغبة في الحطام وطمعا في سلامة بلادهم، واختلف المختلف بين السلطان وبين ابن عمه أسد الدين ووثق بما عنده في الخلاف على الإمام، ونهض السلطان حتى حط في الصافية(5) ما بين سناع وصنعاء(6).

مخ ۳۲۷