قال مصنف السيرة المهدية -رحمه الله-: وقد أخبرني بعض الناس أن بعض شياطين الإنس كان قد أسر إليه من ابن عمه سلطان اليمن ومناه بأمور، وقد ظهر ذلك من فعله، فلما وصل إلى صنعاء أكرمه الإمام -عليه السلام- وأنصفه وأمره بالنهوض إلى التهائم وحرب ابن عمه، فأظهر الامتثال وتعلل بمماليكه واجناده وأنهم يطلبون مالا وأشياء كثيرة عددها، فأمر له بشيء من مطارف الحرير وشيء من الدراهم قريب من ستة عشر ألفا، وأمر إلى ابن عمه [الأمير](1) المعظم علم الدين أحمد بن القاسم أن يطلب ذلك من الناس وأن يجهزه ويبالغ في إنصافه.
فلما تبين للإمام -عليه السلام- أن أسد الدين في واد غير ما يطلب كان منه على حذر وحزم، إلى أن ظهرت فضيحته كما سيأتي إن شاء الله.
وقد كان سلطان اليمن جهز عسكرا إلى جوار البلاد المغربية(2)، وقدم فيهم عمارة الاصبهاني الفاسق الخبيث اللوطي، فلما حط في موضع بين المخلافة وجبل تيس قصده الأمير المقدم المقدام علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر، فقتل منهم جماعة وطار بعضهم من شواهق الجبال، ثم ولوا هاربين إلى التهائم.
مخ ۳۲۲