وكانت هذه طريقته سلام الله عليه في الصفح والعفو، فدفعوا أموالا جليلة، ودخلوا في مراسمه وامتثلوا أحكامه وقطعوا ذكر الخليفة من بني العباس في الخطبة والتزموا بمذهب العدلية وأذنوا بحي علي خير العمل، ورهنوا رهائن من أبناء شيوخهم ورؤسائهم، وأقام -عليه السلام- في مأرب ثمان ليال وسار في جوانبها وتعجب من عجائبها(1).
ومن فضائله -عليه السلام-: أنه لما استقرت محطته في مأرب، واشفق الناس من بعد الماء، وكانت في مأرب مياه أنزفها العسكر لم يشعر الناس عند طلوع الفجر إلا والسائلة المعروفة تنبعث ماءا، فأقام الماء حتى نهض الإمام -عليه السلام- ولقد سمع كثير من [أهل](2) الجهات يقولون: ما نزل في أودية المشرق في ذلك الصيف إلا ذلك السيل.
ونهض -عليه السلام- بعد أن قضى مأربه من مأرب قافلا إلى صنعاء، الخامس من شهر صفر سنة خمسين وستمائة فحط في وادي مأرب ثم في وادي حباب(3) ثم في أسفل بلد الأعروش في موضع يسمى وديد، ثم نهض -عليه السلام- فحط في موضع(4) يسمى أخوص وأحواص(5)، ثم في موضع يسمى ملاحا(6) ثم في موضع في أسفل وادي مسور يسمى [الشعارية](7) واخذ بليلته حصنا شامخا منيعا لقوم من سنحان.
مخ ۳۱۵