217

قصة الآية العظمى في صخرة العمري:

قال مصنف السيرة المهدية يحيى بن القاسم -رضي الله عنه-: إن الناس قد أكثروا في ذلك والذي أعرفه أني سألت أمير المؤمنين عن ذلك وقد كنا في بعض الليالي سمعنا هدة عظيمة في الليل ونحن في محطة العمري، فمن الناس من ظنها رجفة؛ إذ لم يكن في ذلك الوقت مطر، فقال -عليه السلام-: إني لا أتحقق إلا أن رجلا من العسكر عند إشرافنا على وادي العمري، وقابلنا تلك الحجر، قال يا أمير المؤمنين هذه الحجر كان الفقيه أحمد بن يحيى -رحمه الله- يجمع إليها سنحان ويحلفهم تحتها، فقلت له كلاما فيه معنى الدعاء وقد أنسيته.

قال: ثم روى الناس [عن الإمام -عليه السلام-](1) أنه دعا على سنحان وعلى الحجر(2) فكان ما كان من أمر الله سبحانه وهو أن هذه الحجر تفلقت شعوبا كأنما هي حجر النورة إذا رشت بالماء، ولعل مساحة هذه الحجر مائة ذراع والله أعلم، وكانت ذات كهوف وظلال وراحة وكان الفقيه أحمد بن يحيى -رحمه الله- يحلف سنحان تحتها(3) ويؤكد عليهم العهود والمواثيق لأمير المؤمنين -عليه السلام-، وكانت هذه الآية بعد قتله -رحمه الله- بمدة قريبة دون الشهر وتحدث الناس بذلك من غد اليوم الذي سمعوا فيه هذه الهدة العظيمة. أنشدت في هذه الآية العظيمة الأشعار، فمما قيل في ذلك قول السيد[403] العلامة شرف الدين يحيى بن القاسم -رضي الله عنه-:

وما إلى هضب الكميم بطرفه

وجرت على التنين منه أنامل

?

?

فتبددت أحجاره تبديدا

فمضى يحاكي ذابلا أملود

القصيدة إلى آخرها(4).

مخ ۳۰۲