192

روي أن راتبه كان كل ليلة مائة درهم، ولكل واحد من الأمراء أخوته وبني عمه راتب بقدر مؤنته وكانوا مع ذلك يعيبون وينتقصون الإمام -عليه السلام-، وأعطى الإمام [عليه السلام](1) الشيخ أحمد بن محمد الرصاص دارا لكبير من كبار الباطنية مزخرفة بالذهب، وأعطاه من الضياع والحوانيت والصوافي في تلك النواحي ما قدر قيمته ثلاثون ألف دينار، لما كان يعرفه -عليه السلام- من رغبته في الدينا باطنا ويتظاهر بالتقشف، وكان -عليه السلام- يشير على أنه من جملة المؤلفة. فأما الفقيه الإمام العلامة علامة اليمن أبو عبدالله حميد(2) بن أحمد المحلي فلم يطلب شيئا من ذلك ولا رغب فيه، بل كان من أشد الناس عناية فيما يعين به أمير المؤمنين -عليه السلام- لما رآه من كثرة النفاق وهلع أكثر أهل الوقت. وأنزل -عليه السلام- كلا من العلماء والفضلاء في منزلته، وكانوا خلصائه وسمرائه وكان يحضر مجلسه الكريم منهم عدة للقراءة في فنون العلم(3).

مخ ۲۷۷