فتح صنعاء:
[قال مؤلف السيرة المهدية رحمه الله تعالى:](1) ثم إن أهل صنعاء، ومن فيها من أمراء الغز لما قرب الأمير شمس الدين من البلاد، وبلغهم أن الإمام على أمر النهوض بالعساكر التي لا قبل لهم بها أقبل الأكثر منهم إلى الإمام -عليه السلام- طالبا للأمان، لائذا برواق العفو، فقبل الإمام -عليه السلام- منهم وكتب لهم الأمان وأمرهم بالرجوع وإشعار الناس ذلك. ثم نهض -عليه السلام- من نجر حتى حط مقابلا لباب السبحة(2)، قريبا من الدار السلطانية، وحط الأمير المتوكل عند باب اليمن، واجتمع عساكر عظيمة واجتمع من الخيل ألف فارس.
وروي أن أسد الدين خرج إلى جبل نقم لينظر إلى عساكر الإمام -عليه السلام- فرأى أمرا عظيما وخطرا جسيما فسقط ما في يده، وأقبل الأمير الكبير عبدالله بن سليمان بن موسى في قبائل مذحج وجنب، وكرد ذمار وغيرهم فشكر أمير المؤمنين سعيه وأثنى عليه.
ودخل الإمام -عليه السلام- بعد أيام إلى الدار السلطانية واختص بها. وهي من العجائب بناها سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، وجعل فيها من المناظر والغرف والمجالس والحجر، مزخرفة سقوفها بالذهب وألوان الأصباغ، وفيها حمام والأنهار تطرد عند جداراتها والرياحين والأزهار متدلية على حيطانها وأنواع الفواكه، وفيها [إيوانات](3) فيها حجر واسعة، فيها بركة تنبع منها الشاذروانات وميدانها على بابها وغرفة الروش المزخرف مطلة عليه.
مخ ۲۷۵