177

قال: وكان في الليلة الثالثة أو الرابعة من محطة ذروة وصلت البشرى إلى الإمام -عليه السلام- بقتل السلطان عمر بن علي بن رسول، وكان قد(1) أزمع على الطلوع من اليمن بالخزائن والأموال لحرب الإمام [عليه السلام](2) فشرب في بعض لياليه، فلما أثمله الخمر وثب عليه مملوك تركي فوجأه بسكين ، ثم بعد ذلك ذبحه ذبحا، فكان ذلك من أعظم الفتوح وسقط ما في أيدي أهل ذروة وأيقنوا بالهلاك. فعند ذلك جرى الخطاب ووصل إلى أمير المؤمنين الشرفاء الأمراء آل يحيى بن حمزة من ذيبين ومن هناك(3) من الفقهاء [386] الأطهار والمسلمين بالضيافات الجزيلة التي عمت العساكر. فلما علم الأمراء بطلوعهم إلى الإمام نهضوا من محطة مزود(4) فحطوا في هضب وعر متصل بجبل ظفر حصن الأمراء الكبراء آل وهاس بن أبي هاشم الحمزي. وأمر الإمام -عليه السلام- بالخيل إلى ذيبين لمقابلة خيل الأمراء وانقطع الداخل والخارج من أهل ذروة. ولما رأوا أنه لا طاقة لهم بحرب الإمام وأن القبائل قد أجمعت(5) عليهم دعوا للخطاب، فتوسط الأمير المؤيد بن وهاس(6) والفقيه الفاضل أحمد بن موسى الصعدي في ذلك، ونزلوا عن حصن ذورة فهبطوا طريق قرطة(7) في أمان الإمام -عليه السلام- ولقيهم العسكر والخيل من ظفر وراحوا إلى ظفار، ولم يلبثوا أن صدروا مسرعين إلى صعدة، وكان الأمير شمس الدين أحمد بن المنصور بالله -عليه السلام- هنالك في شحنة حصونه وجمع اطرافه متوقعا لإقبال الإمام عليه السلام.

مخ ۲۶۲