وعند ذلك أشتدت قلوب أهل البلاد وأزمعوا على الحطاط والحصار للحصون، وكان من الغد وأصبح الناس في الحرب على الموقر، وكان فيه قوم قد أعدو من شجعان أهل البلاد، فلم تزل الحرب قائمة والرجفات تتابع عليهم حتى كثرت فيهم الجراحة وقتل جماعة من أهل البلاد بالحجارة، ولم يلبث السلطان أن حط في موضع يقال له: الرخام(1) مشرف على حصون المغرب وعند ذلك طلع الأمير الشريف أحمد بن محمد بن حاتم إلى بين يدي الإمام إشفاقا(2) منه على حصنة عزان، ووقف الشريف الأمير يحيى بن القاسم فيمن بقي من العسكر واحكم الأمور ونظم أمر المحطة على الموقر وعاشر الناس أحسن معاشرة، وأشتد الحصار على أهل الحصن وأحاطت بهم المراكز، ولم تزل الحرب بينهم شهورا، فاستشهد الشريف الأجل علي بن عبدالله بن حمزة بن الحسين بنشابة، وقتل السلطان العماد بن بازل بن صعصعة(3) بحجر وصح جميع من استشهد من المجاهدين بعد إنتهاء الحرب نحوا(4) من خمسة وعشرين رجلا، ولم يزل القوم في حصار وضيق شديد حتى سلم عمارة حصن عزان، فقبضه الأمير أحمد بن القاسم بن عم الإمام عليه السلام.
مخ ۲۲۷