وقدم إليه إلى الجنات عمه عماد الدين يحيى بن حمزة في عساكر جمة، فلما تلاحق العسكر سار بهم عز الدين حتى ضرب خيامه برأس نقيل عصر وحينئذ أقبل الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول وأخوه الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول ومن معهما من الغز من نهج ذروان(1) وكان قد خرج بدر الدين من صنعاء مغيرا على عمه(2) نور الدين[363] حين حاربه مرغم الصوفي كما ذكرناه من قبل، فانقلب الأمير بدر الدين والأمير نور الدين(3) لما بلغهما وصول الأمير عزالدين إلى صنعاء، فوصلا وقد حط الأمير عزالدين في عصر(4) وقد دخل بعض آل حاتم صنعاء فحفظوا المدينة ووقع بينهم وبين الأمير عزالدين القتال والطراد إلى وقت الضحى.
ثم وصل الأمير بدر الدين وأخوه إلى صنعاء والناس متلازمون في القتال فخرجوا من صنعاء من فورهم فكان كما قال [الله](5) تعالى: {ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا}[الأنفال:42] فترك الأمير عزالدين المحطة مكانها، وكانت خيله أربعمائة فارس أكثرها من خيل الشام ورجله حول أربعة آلاف فصف الغز دون مدينة صنعاء ميمنة وميسرة وقلبا، وتركوا الرجال بين أيدي الخيل وهم عسكر عظيم.
مخ ۱۹۵