وفي سنة إحدى وثلاثين بعث إلى الخليفة المستنصر العباسي والد الخليفة المستعصم أبي أحمد عبدالله خاتمة خلفاء بني العباس الذي يترحم عليه خطباء اليمن على منابرهم برسالة وهدية [عظيمة](1) وسأله أن يقلده بلاد اليمن، ويكتب له بذلك ويرسل به إليه تقليدا وخلعه، فعاد إليه الجواب [بأن](2) التشريف والتقليد يصل إليه في عرفة، فخرج من اليمن على النجب يريد الحج، فحج فلم يصله شيء، فرجع(3) إلى اليمن وهو متغير من راجح بن قتادة لكونه لم يواجهه لما حج.
ولما وصل إلى اليمن وصله ما طلبه من الخليفة في سنة اثنتين وثلاثين في البحر على طريق البصرة مع رجل يقال له معالي والسلطان نور الدين في الجند فصعد(4) الرسول المنبر، وقال: يا نور الدين، الديوان السعيد [362] يقرئك السلام، ويقول: قد تصدقنا عليك باليمن وألبسه الخلعة على المنبر، ولم يزل نور الدين يستزيد في الولايات حتى ملك من(5) عدن إلى عبدان(6).
وجرى بينه وبين الملك الكامل والد الملك المسعود حروب بسبب مكة، وجرى ذلك بينه وبين الملك الصالح بن الملك الكامل أخي الملك المسعود.
مخ ۱۹۲