د امویانو دولت په شام کې
الدولة الأموية في الشام
ژانرونه
رأى المختار بن أبي عبيد الثقفي حبل الأمن مضطربا في الأقطار العربية، ومطامع الزعماء تقرض بمقراضها جسم المملكة الأموية، فغلب عبد الله بن الزبير على الحجاز والعراق، ونجدة الحروري على العروض، وعبد الله بن خازم على خراسان، فتحركت في نفسه محبة السيطرة والسيادة، فدعا القوم في العراق إلى الثورة فأجابوه، وسنبين لك الأسباب التي رفعت شأنه وقدرت لحركته النجاح نوعا.
حياة المختار السياسية
نرى المختار لأول مرة على مسرح التاريخ حينما نزل مسلم بن عقيل رسول الحسين في داره، وجعل يبايع له ويدعو الناس إلى معونته، وذلك قبيل التجاء مسلم إلى دار هاني بن عروة المرادي، ثم كانت فاجعة كربلاء فقبض عليه عبد الله بن زياد وضربه وسجنه وأهانه في كبريائه، فاستعطف عبد الله بن عمر صهر المختار يزيد الأول ورجا منه إخلاء سبيله مشترطا أن لا يتداخل في سياسة الحكومة، فأجابه إلى ذلك على أن يخرج من العراق، وإن لم يفعل برئت منه الذمة، فرحل إلى مكة وفي نفسه من الحقد والضغينة على ابن زياد ما جعله ينتهز كل فرصة للإيقاع به والانتقام لأنفته، حتى لقد قال: «قتلني الله إن لم أقطع أنامله ... وأعضاءه إربا إربا.»
74
أراد ابن الزبير أن ينتصر بالمختار، فرحب به وأوسع له وغمره بإحسانه وعطفه، فاشترى منه دينه على الشروط الآتية: أولا: يبايع المختار ابن الزبير على أن لا يقضي الأمور دونه، ثانيا: يكون المختار الوزير الأول في دولته، فلا يأذن لأحد قبله ويوله على أحسن عمله، وقد أبلى المختار البلاء الحسن في أعداء ابن الزبير، وشهد الحصار الأول يوم أحرق البيت وخدم رئيسه خدمة صادقة، والظاهر أن المختار تألم ألما شديدا من ابن الزبير، لأنه لم يوف له بالعهود التي أخذها على نفسه فلم يستعمله، وجعل يقدم عليه من هم دونه منزلة وكفاءة، فأقام يستطلع أخبار الكوفة ويتزود بالمعلومات الكثيرة عنها إلى أن انتهز فرصة قيام حزب التوابين فرحل إليها، وجعل يدس الدسائس بين أعضاء هذا الحزب حتى انشعبت إليه فرقة تؤيده وتعظمه وتبث دعوته.
قضت الدولة الأموية على حركة التوابين في معركة عين الوردة، ولكنها لم تقض على الأحقاد المتأصلة في نفوس الشيعة، فكانت تغلو مراجل الضغينة في صدورهم إذ لاقوا من المذلة والإهانة بعد معركة كربلاء وعين الوردة ما جعلهم مستعدين استعدادا تاما لقبول زعيم نشيط يدير دفة سياستهم ويستلم زمام أمورهم، وقد كان المختار شابا طموحا عالي الهمة
75
لم تفتر همته عن جمعهم تحت لوائه، فتكللت مساعيه بالنجاح، وإنا موردون لك الأسباب التي أعانته على الثورة وهاكها:
أولا: «المختار يطلب بثأر الحسين ويدعو لابن الحنفية»: لا ريب أن السبب الرئيسي الذي دفع المختار للثورة هو محبته للزعامة والتغلب كما نوهنا سابقا، وكان لا يتأتى له النهوض إن لم يجعل طلب الثأر للحسين وإرجاع الإمامة إلى آل بيت النبي غايته التي ليس وراءها غاية، فنشر هذه الدعوة بين الموتورين من الشيعة، فلاقت أرضا خصبة وجوا صالحا للنمو والحياة، ويؤكد لنا الشهرستاني أن أمره لم ينتظم إلا بانتسابه إلى محمد ابن الحنفية أخي الحسين علما ودعوة ولاشتغاله بقتال الذين أجمعوا على الفتك بآل البيت،
76
ناپیژندل شوی مخ