د امویانو دولت په شام کې
الدولة الأموية في الشام
ژانرونه
ويظهر أنه أراد استعمال ابن الزبير سلما يرقى عليه إلى أطماعه ومآربه؛ لأن مصلحته ومصلحة ابن الزبير واحدة في الشام، فالأمويون أعداؤهما على السواء، فإذا تمكن الضحاك من الاستعانة بالزبيريين على آل مروان وأبناء يزيد يسهل عليه بعد مناوأتهم والاستعداد لمنازلتهم.
لا بد للأمويين تجاه هذه الأخطار المحدقة بهم من التكاتف والاتحاد والتذرع بالصبر والتمسك بحبال المفاوضة، فاتفقت الأحزاب في الشام كلها على عقد مؤتمر يحلون به جميع العقد السياسية التي أوجدت الخلاف والضعف في جميع أنحاء القطر، فقررت الأحزاب المروانية «دعاة مروان بن الحكم» والأموية الشرعية «دعاة خالد بن يزيد» ومعظمهم من بني كلب مع الأحزاب القيسية الداعية إلى ابن الزبير ونصرة الضحاك على الاجتماع في الجابية، وكان الضحاك يأمل أن ينال من الأمويين الكثير من مطالبه السياسية لعشيرته فيما إذا انضم إليهم، فيتربع رجالها في دست المناصب العالية، فرضي بالتخلي عن ابن الزبير إن أجابوه إلى ما يبغيه من المطامع، فاشتم دعاة الزبيريين منه ذلك فسعوا سعيا حثيثا لإحباط مفاوضات الجابية ونادوا أن السيف خير حكم بينهم وبين خصومهم، وبرهاننا على هذا ما قاله ثور بن معن بن يزيد الأخنس السلمي للضحاك: «... دعوتنا إلى طاعة ابن الزبير فبايعناك على ذلك وأنت تسير إلى هذا الأعرابي من كلب «يعني حسان بن مالك» تستخلف ابن أخيه خالد بن يزيد»، فقال له الضحاك: فما الرأي؟ قال: الرأي أن نظهر ما كنا نسر وندعو إلى طاعة ابن الزبير ونقاتل عليها، فمال الضحاك بمن معه من الناس فعطفهم ثم أقبل يسير حتى نزل بمرج راهط،
29
فغلب الضحاك على أمره وسار بجيشه إلى مرج راهط بدلا من أن يبعث مندوبيه إلى مؤتمر الجابية.
اجتمعت الأحزاب الأموية على اختلافها في الجابية، وقررت - بعد جدال عنيف - مبايعة مروان بن الحكم لأمرين: الأمر الأول لسنه وشيخوخته،
30
وبلوه الحياة ومعرفته حلوها من مرها، ولأن العرب تميل بطبعها إلى الزعيم الشيخ المحنك، فقال أهل الأردن لمروان: أنت شيخ كبير وابن يزيد غلام وابن الزبير كهل، وإنما يقرع الحديد بعضه ببعض فلا تباره بذا الغلام، وارم بنحرك في نحره ونحن نبايعك، ابسط يدك، فبسطها فبايعوه بالجابية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة 64ه/683م.
31
والأمر الثاني لجهاده الدائم في نصرة قومه، وللصفات السياسية الباهرة التي تحلى بها، فكان من أكبر أنصار عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية، فعدد له مناقبه هذه أنصاره، فقال روح بن زنباع الجذامي: «أما مروان بن الحكم فوالله ما كان في الإسلام صدع قط إلا وكان مروان ممن يشعب ذلك الصدع، وهو الذي قاتل عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار، والذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل، وإنا نسري للناس أن يبايعوا الكبير ويستشبوا الصغير.» يعني بالكبير مروان بن الحكم وبالصغير خالد بن يزيد بن معاوية.
32
ناپیژندل شوی مخ