د امویانو دولت په شام کې
الدولة الأموية في الشام
ژانرونه
دخل المسلمون خراسان سنة 18ه/639م في أيام الخليفة عمر بن الخطاب، وقد تملك الأحنف بن قيس مدنها في مدة يسيرة، غير أن السيطرة الإسلامية لم يرسخ سلطانها في هذه الأصقاع إلا حينما وجه عثمان بن عفان والي البصرة عبد الله بن عامر بن كريز إليها سنة 30ه/650م، ففتح ابن عامر «أبرشهر» عاصمة نيسابور صلحا بعد أن أمر أهلها وأكدوا له أن يؤدوا للخزينة كل سنة مليون درهم (1000000)، ثم احتل هراة وبادغيس وبوشنج وصالح أهلها، وحفظ لنا التاريخ نسخة من كتاب الصلح الذي عقده ابن عامر معهم وهو: «بسم الله الرحمن الرحيم ... هذا ما أمر به عبد الله بن عامر عظيم هراة وبوشنج وبادغيس، أمره بتقوى الله ومناصحة المسلمين وإصلاح ما تحت يديه من الأرضين، وصالحه عن هراة سهلها وجبلها على أن يؤدي من الجزية ما صالحه عليه، وأن يقسم ذلك على الأرضين عدلا بينهم، فمن منع ما عليه فلا عهد له ولا ذمة.»
25
وكان الصلح على وصائف ووصفاء ودواب ومتاع وأن يوسعوا للمسلمين في منازلهم ... ولم يكن عند القوم يومئذ عين، ومضى بعد ذلك إلى طخارستان ومدينتها بلخ، ومرو الروذ فاحتلهما بعد قتال شديد ثم رمت الطالقان والفارياب والجورجان سلاحها وخضعت جميعها للمسلمين.
فلما كانت الحرب الأهلية المشهورة بين علي ومعاوية التاث أمر خراسان وانتقضت على العرب، وغدر أهلها بالحامية العربية في مختلف الحصون، ولم تزل كذلك حتى تم الأمر لمعاوية فحارب أرباب النكث وأخضعهم، وعمد إلى إرسال العيالات العربية إليها، فأمر زياد بن أبي سفيان أن يحول من المصرين زهاء خمسين ألفا إلى خراسان، فهدأت البلاد وأصبحت المقر العام للفتوح الإسلامية في الهند والسند والصين، وانتشرت المدنية العربية بين ظهراني سكانها، فكان منهم البرامكة والقحاطبة والطاهرية والساسانية وغيرهم من الجماعات المعروفة بالسخاء والجود، وقد نبع منهم رجال رفعوا للحديث والفقه والشريعة والأدب منارا عاليا كمحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري، وأحمد بن حنبل، وأبي حامد الغزالي، والفارابي، والزمخشري، وغيرهم من أرباب العلم والفضل.
26 (3-4) فتح ما وراء النهر
أسهب الجغرافيون العرب في وصف بلاد ما وراء النهر، وذكروا شيئا كثيرا من محاسنها وجمالها وأخلاق سكانها وطرق معايشهم، وفصلوا لنا تفصيلا تاما عن عمارة بلدانها وصادراتها، ولم أر وصفا دقيقا لهذه البلاد كوصف ياقوت لها، قال: «... ما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرا، وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة من دعاهم إليه ... مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكراع وسلاح.
فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف، ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد الإسلام وغيرها مثله، وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهلها مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر، ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء إليهم من بلد آخر، وليس بما وراء النهر من موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى أو مياه أو زروع أو مراع لسوائمهم، وليس شيء لا بد للناس منه إلا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم.
وأما مياههم فإنها أعذب المياه وأخفها، فقد عمت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها، وأما الدواب ففيها من المباح ما فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها وكذلك الحمير والبغال، وأما لحومهم فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية.
وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق، ولهم القز والصوف والوبر والإبريسم، وفي البلاد من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات ، وبها معادن الذهب والفضة والزئبق، وأما فواكههم فإنك إذا تبطنت الصغد وأشروسنة وفرغانة والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق.
وأما الرقيق فإنه يقع عليه من الأتراك المحيطة بهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل إلى الآفاق، وهو خير رقيق بالمشرق كله.
ناپیژندل شوی مخ