دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
خپرندوی
مؤسسة الرسالة
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٣هـ
د چاپ کال
٢٠٠٢م
ژانرونه
ويبدو أن الملك لما أدخل يوسف السجن كان يتابع أخباره إعجابا به وبأخلاقه، وبالضرورة سمع عن دعوته حيث أعجب بها، بلا إعلان حتى لا يغضب كهنة الأصنام، وعبدة الأوثان وغيرهم؛ ولذلك كان شديد الترحيب بيوسف حين جاءه من السجن وقال له: ﴿قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ .
وهكذا مكن الله ليوسف، فتولى أمر خزائن الأرض، وصار حاكما في مصر، ولعل هذا الوضع ساعده على نشر دعوة التوحيد بين الناس.
ولما جاء بنو إسرائيل إلى مصر تعاونوا مع الهكسوس، ولم يندمجوا في المجتمع المصري، وكانوا للرعاة عونا على المصريين؛ ولذلك لما استردّ الفراعنة زمام الأمور مرة أخرى في الأسرة الثامنة عشرة أخذوا في مقاومة الإسرائيليين، وديانتهم، وتمكنوا من طردهم من مصر في زمن موسى ﵇-١، ذلكم هو المجتمع الذي عاش فيه يوسف ﵇ حتى لقي ربه.
١ في ظلال القرآن ١٢ ص١٨١-١٨٣ بتصرف، ويرى صاحب الظلال أن مقاومة المصريين للإسرائيليين لم تكن دينية، وإنما كانت سياسية، ونفسية غالبا.
النقطة الثانية: التعريف بيوسف ﵇
مدخل
...
"النقطة الثانية": "التعريف بيوسف ﵇"
وهب الله يعقوب ﵇ اثني عشر ولدا، أحدهم يوسف ﵇ وقد تزوج يعقوب ﵇ عددا من النسوة، ورُزق من راحيل بولدين، فليوسف أخ شقيق، والباقون إخوة لأب، وأخو يوسف الشقيق هو "بنيامين"، وترتيب يوسف بينهم الثاني عشر، وقد تميز منذ صغره بسعة العقل، وسلامة الخلق، وكان محل حب أبيه لنجابته، وصغره، ويتمه بموت أمه، وزاد من حب أبيه له الرؤيا التي رآها،
1 / 191