182

دعوة الرسل عليهم السلام

دعوة الرسل عليهم السلام

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٣هـ

د چاپ کال

٢٠٠٢م

ژانرونه

إنها تشبه السيرة الذاتية المعاصرة، وهي تطبيق لمنهج القرآن في إيراد قصص أنبياء بني إسرائيل حيث يختص كل نبي بلون معين، وجانب خاص؛ لأنهم جميعا كانوا يدعون لدين الله الواحد، يكمل بعضهم بعضا، ويتممه.
والحديث عن يوسف، يحتاج إلى عدة نقاط:
النقطة الأولى: التعريف بالمجتمع التي عاش فيه يوسف ﵇
...
"النقطة الأولى": "التعريف بالمجتمع الذي عاش فيه يوسف ﵇"
لما تزوج يعقوب ﵇ ببنتي خاله وجاريتيهما، رزقه الله عددا من الأبناء، ومنهم كان يوسف من زوجته "راحيل" التي وافتها المنية بعد ولادة يوسف بمدة وجيزة ... وتطورت الأحداث مع يوسف، فألقاه إخوته في الجب، إلى أن أخرجته إحدى القوافل التجارية من الجب، وباعته لعزيز مصر، وقضى حياته في مصر إلى أن لقي ربه.
وكانت مصر في هذا الوقت تحت حكم "الرعاة"١، الذين عاصروا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ﵈ وعلموا شيئا عن دينهم.
والرعاة هم الهكسوس، وكانت مدة حكمهم في مصر أكثر من قرن ونصف، ومن حديث القرآن عنهم خلال ذكره لقصة يوسف ﵇ نلمح بعض خصائص المجتمع المصري.
- فهو مجتمع غير موحِّد، لا يعرف الله على وجه الحقيقة؛ ولذلك لم يكن يوسف ﵇ على دينهم، وذلك مفهوم من قول يوسف ﵇ لأصحابه في السجن: ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ ٢.

١ كان الرعاة يسمون حاكمهم بـ "الملك" أو "العزيز"، وكان المصريون يسمونه بـ "فرعون".
٢ سورة يوسف آية: ٣٧، ٣٨.

1 / 188