127

دعوة الرسل عليهم السلام

دعوة الرسل عليهم السلام

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٣هـ

د چاپ کال

٢٠٠٢م

ژانرونه

واستجابت النار لخالقها، فكانت سلاما على إبراهيم، ولم تحرق منه إلا القيد والرباط، ورأى الناس مكان النار وقد اخضر زرعه، وإبراهيم يتنزه، ويتنعم وسطه ... ونجا إبراهيم ﵇ من كيد أعدائه ...
وبقي الناس على ضلالهم وكفرهم؛ لأن إبراهيم لم يطلب من الله استئصالهم، ولأن حكمة الله قضت باستمرارية العمران، والبشرية، في الأرض تمهيدا لمجيء الرسالة الخاتمة التي تتجه إلى الناس في كل زمان ومكان يحملها إلى الخلق محمد ﷺ وأتباعه من بعده إلى يوم القيامة.
٤- حركة إبراهيم بالدعوة مع عبدة الكواكب:
بعد أن نجى الله إبراهيم ﵇ من النار، وعدم تأثر قومه بهذه المعجزة، واجههم بما هم عليه، قال تعالى: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ ١، ووضح لهم سر تمسكهم بالضلال، وهو أنهم جعلوا الأوثان وسيلة تجمع عبادها في مودة وتعاون؛ ولذلك ارتبطت بعواطفهم، وأعمت عقولهم، وأبصارهم.
ثم تركهم، ورحل من ديارهم، وقد أمره الله بالهجرة إلى بلاد الشام ومعه لوط وزوجته، يقول تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ ٢. والأرض المقصودة هي بلاد الشام، ونزل إبراهيم ﵇ في "حران" موطن العرب "الكنعانيين".

١ سورة العنكبوت آية: ٢٥.
٢ سورة الأنبياء آية: ٧١.

1 / 133