Da'wat al-Imam Muhammad ibn Abd al-Wahhab Salafiyyah la Wahhabiyyah

Ahmad bin Abdulaziz Al-Hussain d. Unknown
46

Da'wat al-Imam Muhammad ibn Abd al-Wahhab Salafiyyah la Wahhabiyyah

دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

خپرندوی

-

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٠هـ/ ١٩٩٩م

ژانرونه

على طاعة نبيهم ﷺ والتزامهم أمره ﷺ حتى آخر رمق في حياتهم ابتغاء مرضاة الله تعالى والشوق إلى جنته. وقد خلد لنا الإسلام سلاسل مضيئة من أعلام رجالنا الكرام، كان لهم النصيب الأوفى من البطولة والفداء والصدق والوفاء، ونزداد إعجابًا بأولئك السابقين من أصحاب نبينا ﵊، حيث نجد أحدهم يذوب خشية وعبادة لربه سبحانه في محرابه كأنه لا شغل له سوى التعبد والتهجد، فإذا نادى المنادي: حي على الجهاد، نقل محرابه إلى الميدان وجاهد في سبيل ربه خير جهاد، ثم بذل جهوده هنا وهناك في مسالك الحياة وشعابها صالحًا مصلحًا، راغبًا في أن يكون عند الله من المقبولين، قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ. فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ (الواقعة) . وقد عرف تاريخ الإسلام أبطالًا قاموا بأدوار على قدر عظيم من الأهمية دون أن يكشفوا عن شخصياتهم، أو يبوحوا بأسمائهم، وقد سجل التاريخ هذه المواقف تحت أسماء مجهولة، ومن هؤلاء صاحب النقب، هذا البطل الذي استطاع أن يفتح ثغرة في سور دمشق بعد أن حاصرها المسلمون طويلًا وحاولوا مرات، غير أن هذا البطل الذي لم يعرف التاريخ اسمه، ولم يكشف هو عن شخصيته، اندفع على رأس فرسه وسهام العدو تنوشه من كل مكان دون أن يتوقف أو يرتد، حتى بلغ الجدار فأحدث فيه ثقبًا، ثم اخترقه إلى داخل السور وكبر، فكبر المسلمون وعبروا إليه، فلما انتهت الموقعة ظن قائد الجيش محمد بن مسلمة أن صاحب النقب سوف يتقدم إلية دون جدوى، هنالك نادى في الجيش أن يتقدم، فلم يتقدم أحد، ووعد ثم هدد، وبينما هو جالس في خيمته تقدم منه رجل فقال له: أيها القائد، هل تريد

1 / 35