96

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

وأحس ديفيد بخوف لا يعرف مصدره؛ إذ إن الليل موحش وساكن للغاية، فنهض وراح يتجول؛ لكنه كان متعبا جدا، وبعد قليل رقد مرة أخرى، ونام حتى أيقظه رنين جرس الاستيقاظ في مدرسة سيلم هاوس.

كان يود لو أن هناك أملا في رؤية ستيرفورث يخرج من المدرسة، أو حتى ترادلز؛ لكن هذا كان محفوفا بمخاطر كبيرة، فانسل بعيدا بينما طلاب السيد كريكل يستيقظون من نومهم، وانطلق يسير على الطريق الطويل المغبر الذي علم أنه طريق مدينة دوفر عندما كان واحدا منهم.

إنه صباح يوم الأحد، وقد سمع ديفيد أجراس الكنيسة تدق بينما هو يمشي متثاقلا، وقابل في طريقه الناس الذاهبين إلى الكنيسة. فاشترى ديفيد بعض الخبز، وظل يواصل السير، حيث قطع في ذلك اليوم ثلاثة وعشرين ميلا، مر خلالها على كثير من المسافرين سيرا بالأقدام.

وقد أغراه بيت أو بيتان صغيران تتدلى خارجهما لافتة مكتوب عليها «غرف للمسافرين» بالمبيت هناك؛ لكنه كان يخشى أن ينفق البنسات القليلة التي معه، وواصل التقدم بمشقة حتى وصل إلى بلدة تشاتم، وزحف في النهاية فوق شيء يشبه منصة المدفع مكسو بالعشب وبارز من بين أحد الأزقة، حيث كان هناك خفير يسير ذهابا وإيابا. فرقد بقرب أحد المدافع، وهو مسرور برفقة خطى الخفير، ونام نوما عميقا حتى الصباح.

لكن قدمه كانت متيبسة ومتقرحة، وأصيب بدوار شديد من قرع الطبول ومسيرات الجند، وأحس أنه لن يستطيع أن يتقدم كثيرا في رحلته ذلك اليوم.

ولم يتبق معه سوى قليل من البنسات، ورأى أن أفضل شيء يمكنه فعله، قبل ارتحاله عن تشاتم، أن يبيع سترته. لذا خلعها وحملها تحت ذراعه - وهو سعيد أنه كان في الصيف وأن الجو دافئ - وبدأ يبحث عن محل مناسب.

كان يوجد الكثير من محلات الملابس المستعملة في كل مكان؛ لكنه أراد أن يعثر على مكان صغير مثل محل السيد دولوبي؛ وفي النهاية تجرأ ودخل محلا صغيرا متواضعا عند ناصية زقاق قذر. تعين عليه أن ينزل درجتين أو ثلاثة ليدخل إلى هناك، فنزل وقلبه يخفق.

حيث صاح رجل عجوز قبيح: «أوه، ماذا تريد؟» وأمسك ديفيد من شعره.

كان رجلا عجوزا شكله مخيف، ويرتدي صديريا قذرا من الصوف، وتفوح منه رائحة كريهة جدا بسبب شراب الرم. «آه يا عيناي، آه يا أطرافي، ماذا تريد؟ آه يا رئتاي آه يا كبدي، ماذا تريد؟ أوه، كح، كح!»

كانت الكلمة الأخيرة كالحشرجة في حلقه.

ناپیژندل شوی مخ