87

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

قال ديفيد، وهو يقدم له المال: «إذن، صب لي كأسا من عصير جينيوين ستانينج، من فضلك، ولتكن له رغوة عالية.»

راح الرجل ينظر إليه من فوق المشرب، من رأسه إلى قدميه، وعلى وجهه ابتسامة غريبة؛ وبدلا من صب العصير، نظر وراء الستار وقال شيئا ما لزوجته.

خرجت زوجته من وراء الستار وفي يدها شغل التطريز الذي تصنعه، ووقفت إلى جوار زوجها، وراحت تنظر إلى الصبي الصغير الغريب، ووجهه وأسلوبه المحافظين.

حيث سألاه عن اسمه، وسنه، وأين يسكن، وما مهنته، وكيف أتى إلى هناك. فاخترع ديفيد بطريقته الرجولية الصغيرة إجابات مناسبة. وبعد ذلك أعطاه صاحب الحانة كوب العصير؛ لكن زوجته فتحت الباب النصفي الصغير الذي في المشرب، ثم انحنت وأعادت نقوده في يده، وقبلته قبلة امتزج فيها الإعجاب بالشفقة، لكنها كانت قبلة جيدة ونسائية للغاية.

وهكذا مرت الأسابيع والشهور. بينما ديفيد يتساءل إن كان سينجو أبدا من هذه الحياة البائسة؛ وراح يتخيل في يأس أنه قد لا يصير إلى شيء - عندما يكبر - أكثر من أن يصبح سائق عربة مثل تب، أو كبير عمال تعبئة مثل جريجوري. لقد بدأ ينسى ما تعلمه كذلك؛ وقد أصابه هذا بالحزن، لأنه في الأيام الماضية كان ديفيد ولدا طموحا، ويعد من الأذكياء البارعين.

وذات يوم قالت السيدة ميكوبر، التي قابلت ديفيد وعيناها محتقنتان للغاية: «يا سيد كوبرفيلد، أنا لا أعدك غريبا، لذا لا أتردد في القول إن عسر السيد ميكوبر المالي يوشك أن يتحول إلى أزمة.»

فأصيب ديفيد بالتعاسة لسماع هذا - وكان قد بدأ يحب أسرة ميكوبر للغاية - ونظر إلى وجهها الملطخ بالدموع بأقصى درجات التأثر.

قالت السيدة ميكوبر: «باستثناء قطعة من قالب جبن هولندي، والتي لا تفي باحتياجات أسرة صغيرة، فإنه لا يوجد حقا فتاتة واحدة من أي شيء في غرفة المئونة. لقد كنت معتادة على الحديث عن غرفة المئونة عندما كنت أعيش مع أبي وأمي، وأنا أستخدم الكلمة من دون قصد تقريبا. ما أقصده هو أنه ليس هناك طعام في المنزل.»

اهتم ديفيد غاية الاهتمام. وكان معه شلنان أو ثلاثة في جيبه، حيث إنهم في منتصف الأسبوع، فأخرجها من جيبه مباشرة، وراح يرجو السيدة ميكوبر أن تأخذها منه قرضا، والدموع تترقرق في عينيه.

لكن السيدة ميكوبر جعلته يردها في جيبه مرة أخرى، وقبلته، وهزت رأسها علامة على الرفض.

ناپیژندل شوی مخ