86

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

ما من أحد قط نصح الصبي أي نصيحة؛ وما كان هناك من يعينه أو يشجعه. ولولا رحمة الله لربما كان من اليسير أن يصبح سارقا صغيرا أو متشردا.

الفصل الثالث عشر

العسر المالي لأسرة ميكوبر

ربما كان من الممكن أن تعتني السيدة ميكوبر بديفيد أفضل من ذلك، لأنها طيبة القلب حقا؛ لكنها مثقلة للغاية بهمومها وعسرها المالي كي توازن بين دخلها ونفقاتها، كما كانت مهمومة جدا بتخوفاتها من دائني السيد ميكوبر، الذين يزدادون شراسة كل يوم، لدرجة أن الوقت لم يسمح لها برؤية ديفيد على أنه ابن صغير عديم الأصدقاء، وأنه ربما يحتاج إلى قليل من النصائح الحانية بين الحين والآخر.

وعلى العكس من هذا، فإن ذهابه إلى المستودع وعودته منه كل يوم، على مسئوليته الخاصة، ليجني قوت يومه وكأنه كان رجلا، جعلها تنظر إليه باعتباره شابا له شيء من التجربة، بدلا من أن تنظر إليه على أنه ولد صغير للغاية في العاشرة من عمره؛ واعتادت أن تفضي إليه بمشاكلها، بدلا من أن تسعى لتخفيف مشاكله هو.

وقد كان ديفيد عطوفا بطبعه، وكثيرا ما يتكدر بمشاكل أسرة ميكوبر أكثر مما يتكدرون هم بها؛ حيث يسير بطريقته شبه اليائسة، ويتأمل وسائل السيدة ميكوبر في تدبير مواردها المالية المعدة لتحمل نفقاتها، وهو مهموم بثقل ديون السيد ميكوبر.

وكثيرا ما كان السيد ميكوبر يعود إلى البيت في ليالي السبت غارقا في دموعه، معلنا أنه لم يعد ينتظره سوى السجن؛ لكنه بعد تناول العشاء يصبح مبتهجا، ويبدأ في حساب كم قد يكلفه تركيب نوافذ قوسية للمنزل «في حال حدث أي شيء على غير توقع»؛ وهي جملته المفضلة. وكثيرا ما كان السيد والسيدة ميكوبر، وبدافع من رقة قلبيهما، يدعوان الصبي للعشاء معهما، لكن ديفيد دائما يعتذر بأمر ما، ولم يكن يقبل الدعوة - رغم أنه كان سيستمتع بها كثيرا - وذلك لعلمه أنهما في الغالب لم يكونا يملكان الكثير لنفسيهما.

وبعد ذلك جاء موعد عيد ميلاده من جديد. لقد قضى عيد ميلاده الفائت في مدرسة سيلم هاوس؛ وهو عيد ميلاد لا ينسى، فهو يوم أن استدعته السيدة كريكل لتخبره أن والدته قد توفيت. يا لكثرة ما أصابه منذ ذلك الحين! لقد كان بالكاد يشعر أنه لا يزال ديفيد كوبرفيلد نفسه - «الصغير كوبرفيلد»، كما كان ستيرفورث يناديه - الذي يغزل خيوط الحكايات في حجرة النوم في المساء، بينما تومي ترادلز يضحك في الظلام، وستيرفورث ينعشه برشفات من العصير عندما يصبح صوته «أجش» قليلا.

بالطبع لم يخبر ديفيد أي أحد أن اليوم عيد ميلاده؛ فهو أكثر تحفظا من أن يقول هذا؛ لكنه ذهب إلى حانة عامة وسأل صاحبها - حيث كانت تلك مناسبة مميزة - قائلا: «ما ثمن كأس أفضل أنواع العصير عندك؛ أفضلها على الإطلاق؟»

قال صاحب الحانة وهو يحدق فيه: «بنسان ونصف ثمن العصير من نوع جينيوين ستانينج.»

ناپیژندل شوی مخ