84

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

قال ديفيد: «نعم يا سيدتي.»

قالت السيدة ميكوبر: «إن العسر المالي الذي يعانيه السيد ميكوبر يكاد يكون خانقا هذه الأيام، ولا أدري إن كان من الممكن إنقاذه منه.»

أخبرته السيدة ميكوبر كذلك أنها حاولت أن تبذل جهدها؛ وأنها، في الواقع، قد غطت الجزء الأوسط من الباب الخارجي بلوحة نحاسية كبيرة منقوش عليها «مدرسة السيدة ميكوبر الداخلية للفتيات»؛ لكن لم تأت أي فتاة للدراسة هناك.

في الواقع، لم ير ديفيد أي زوار هناك سوى الدائنين، الذين كانوا يأتون طوال الوقت؛ وكان بعضهم شرسا للغاية.

ومنهم رجل متسخ الوجه اعتاد أن يسير ببطء داخل الدهليز في السابعة صباحا، وينادي السيد ميكوبر من على السلم قائلا: «اخرج إلي! إنك لم تغادر المنزل بعد. ألن تدفع لنا ما عليك، ألن تفعل؟ لا تختبئ، هذه دناءة منك. لو كنت مكانك لما تصرفت بدناءة. ألن تدفع ما عليك لنا، ألن تفعل؟ ادفع ما عليك وحسب، هل تسمع؟ اخرج إلي!»

وكان أحيانا يقف في الشارع ويصيح قائلا: «لصوص» و«نصابون» تحت النوافذ التي يعلم أن السيد ميكوبر موجود عندها.

كان هذا يجرح مشاعر السيد ميكوبر إلى أبعد حد. وقد يتظاهر في بعض الأحيان بأنه سيقطع رقبته بشفرة الحلاقة؛ لكنه يعدل عن ذلك بعد قليل، وبعدما يلمع حذاءه بصعوبة بالغة، يخرج من المنزل وهو يدندن بأغنية.

كانت السيدة ميكوبر، هي الأخرى، تصاب بنوبة إغماء في تلك الأوقات؛ لكنها تبتهج بعد ساعة، وترسل ملعقتين من ملاعق الشاي إلى مكتب الرهن، وتشتري بمال الرهن وجبة من شرائح لحم الحمل المكسوة بقطع الخبز، وكوبا من الشاي الدافئ.

ذات مرة، بعد زيارة دائن شرس، سقطت مغشيا عليها تحت شبكة المدفأة وهي تحمل أحد الرضيعين بين ذراعيها؛ لكنها استطاعت في تلك الليلة نفسها أن تتناول شريحة من لحم العجل المشوي بجوار مدفأة المطبخ، وراحت تسلي ديفيد بقصص عن أبيها وأمها، وعن الشركة التي كانوا يمتلكونها.

قضى ديفيد وقت فراغه كله مع أسرة السيد ميكوبر، وبدأ يحبهم جدا. وقد أعطوه غرفة نوم فقط؛ حيث يتوجب عليه أن يشتري طعامه كله بنفسه؛ واعتاد أن يضع الخبز والجبن على رفوف خزانة صغيرة هناك لإعداد عشائه عندما يعود إلى البيت في المساء.

ناپیژندل شوی مخ