دیوید کوپرفیلډ
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
ژانرونه
كان الوقت وقت مد ليلي؛ وما لبث السيد بيجوتي وهام، بعدما استلقيا في فراشيهما، أن نهضا وخرجا للصيد. فأحس ديفيد بشجاعة كبيرة عندما تركوه في المنزل المنعزل ليحمي الصغيرة إيميلي والسيدة جوميدج، وما كان يتمنى سوى أن يهجم عليهم أسد أو ثعبان حتى يفتك به، ويكلل نفسه بالمجد. لكن نظرا لأنه لم يكن شيء من هذه الأشياء يتجول في سهول يارمث في تلك الليلة، تمنى ديفيد أن تهاجمهم التنانين بدلا من ذلك.
جاءت بيجوتي في صباح اليوم التالي، وبعد الإفطار ودع ديفيد السيد بيجوتي وهام والسيدة جوميدج والصغيرة إيميلي، وعاد مع بيجوتي إلى بيتها؛ وقد كان بيتا صغيرا جميلا.
في تلك الليلة نام ديفيد في غرفة صغيرة فوق السطح، وقد قالت بيجوتي إنها ستكون غرفته دائما، وستظل على حالتها نفسها تماما من أجله.
قالت بيجوتي: «سواء كنت صغيرا أم كبيرا يا عزيزي ديفي، ما دمت أنا على قيد الحياة وما دمت أعيش تحت سقف هذا البيت، فستجدها دائما وكأنني أترقب وصولك إلى هنا كل لحظة. وسوف أعتني بها كل يوم كما كنت أعتني بحجرتك الصغيرة القديمة يا عزيزي؛ ولو أنك ذهبت إلى الصين، فتأكد أنها ستبقى كما هي تماما، طوال مدة سفرك.» قالت له هذا وذراعاها يطوقان رقبته؛ ولم يكن ديفيد في حاجة لمن يخبره بمدى صدقها ووفائها.
حاول ديفيد أن يشكرها، وحاول ألا يبكي؛ لكن قلبه كان مثقلا بالأسى، لأنه سيعود في الصباح إلى بيته؛ بيته في بلاندستن حيث السيد والآنسة ميردستون من جديد، ولن تكون أمه هناك، ولا بيجوتي كذلك للأبد.
وفي صباح اليوم التالي أوصلهما باركس بعربة الحمال، حيث تركاه عند البوابة. وكان غريبا عليه أن يرى العربة ترحل، آخذة بيجوتي معها، وتتركه تحت أشجار الدردار القديمة ينظر إلى البيت الذي ما عاد فيه وجه ينظر إلى وجهه بحب أو اهتمام.
الفصل الثاني عشر
ديفيد يخرج إلى الدنيا
كان السيد والآنسة ميردستون يكرهان ديفيد. كما واصلا إهماله في عناد وصرامة. وهما لم يكونا في الحقيقة قاسيين عليه؛ وإنما فقط يهملانه. ولم يتكلم أحد عن ذهابه إلى المدرسة، فظل ديفيد يضيع وقته سدى من دون شيء يفعله. وقد كان يفضل أن لو أرسل إلى مدرسة تدار بأقسى الطرق في الدنيا على أن يبقى في هذه الحالة من الفتور وانعدام الأصدقاء؛ ولكن في تلك الفترة أصبح عمل السيد ميردستون - حيث كان يتعامل مع مؤسسة لتجارة الخمر في لندن - غير مزدهر بالصورة المرضية، وقد اتخذ من هذا مبررا لعدم إرسال ديفيد إلى المدرسة؛ وفي الواقع، لقد حاول إقناع نفسه بأنه ليس للصبي حق في أن يطالبه بشيء على الإطلاق.
كما رفض السيد والآنسة ميردستون أن يصبح له أصدقاء في بلاندستن؛ وأسوأ شيء على الإطلاق أنهما نادرا ما كانا يسمحان له بزيارة بيجوتي. فربما كانا يخافان من احتمال أن يشكو الصبي من معاملتهما؛ لكن بيجوتي، وفاء منها بوعدها، كانت إما تأتي لزيارته، أو تقابله في مكان قريب، مرة كل أسبوع، ولم تأت مرة دون أن تحضر معها شيئا من الطعام الطيب من صنع يدها.
ناپیژندل شوی مخ