دیوید کوپرفیلډ
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
ژانرونه
وعندما استحث سائق عربة السفر جياده على المسير بلسعات سوطه وصاروا في الطريق إلى وجهتهم، راح هو والحارس يتندران على ثقل العربة خلفهما، بسبب جلوس ديفيد فيها، ويقترحان أنه كان ينبغي أن يسافر بعربة كبيرة خاصة.
بعد ذلك أمسك الركاب الذين على سطح العربة قصة شهية ديفيد الكبيرة المزعومة، وراحوا يسألونه إن كان سيدفع في المدرسة مصروفات أخوين أو ثلاثة، وكانوا مبتهجين للغاية من القصة في الواقع.
اعترى ديفيد المسكين شعور كبير بالخجل، لدرجة أنه عندما توقفت العربة أمام فندق آخر ليتناول الركاب العشاء، تظاهر بأنه ليس جائعا على الإطلاق، ولم يتناول أي شيء على العشاء، رغم أنه كان يود بشدة أن يتناول بعض الطعام. لكن هذا لم ينقذه من المزيد من النكات، حيث قال رجل عجوز إنه مثل الثعبان العاصر الذي يتناول في وجبة واحدة ما يكفيه وقتا طويلا.
في تلك الأيام، كما أوضحت من قبل، لم يكن هناك سكك حديدية على الإطلاق، وكان من يسافرون من مكان إلى آخر يستقلون العربات دائما.
وهم قد غادروا يارمث في الساعة الثالثة بعد الظهر، ولن يصلوا إلى لندن قبل الثامنة من صباح اليوم التالي. لكن الجو كان صيفيا معتدلا، والمساء صاف للغاية. وقد أحب ديفيد التنقل بالعربة عبر القرى واحدة تلو الأخرى، وحاول أن يتخيل كيف تبدو البيوت من الداخل. وكان بعض الصبية يجرون خلفهم أحيانا ويتعلقون في المركبة قليلا، بينما ديفيد يتساءل إن كان آباؤهم على قيد الحياة، وإن كانوا سعداء في بيوتهم. لقد فكر مدة طويلة كذلك في والدته وفي بيجوتي، لكنه أحس وكأنه قد انقضت دهور على مغادرته قرية بلاندستن.
طلع الصبح أخيرا، وبعد قليل لاحت لأعينهم مدينة لندن العظيمة النشيطة الصاخبة، وفي الوقت المناسب وصلت العربة إلى وجهتها أمام أحد الفنادق، في مكان ما بمقاطعة وايتشابل.
فسأل الحارس عند مكتب الحجز: «هل يوجد أي أحد هنا ينتظر وصول طفل محجوز له في عربة السفر العمومية باسم ميردستون، من قرية بلاندستن، بمقاطعة سافك، كي أسلمه له؟»
لم يجبه أحد.
قال ديفيد: «لو سمحت يا سيدي، جرب اسم كوبرفيلد.»
أعاد الحارس سؤاله، مضيفا: «لكنه ينتمي لعائلة كوبرفيلد.»
ناپیژندل شوی مخ