109

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

تحطم عزم ديفيد تحت وطأة هذه الكلمات وأصابه اكتئاب شديد وانقبض صدره.

ولم تنتبه له عمته، وإنما واصلت أعمالها اليومية، وبعد قليل وضعت علبة أدوات تطريز على طاولتها، عند النافذة المفتوحة، وجلست تمارس التطريز.

قالت الآنسة بيتسي، بعدما أولجت الخيط في سم الإبرة: «أرجو أن تصعد إلى الطابق العلوي، وتبلغ تحياتي للسيد دك، وسوف يسعدني أن أعرف كيف يتقدم في كتابة المذكرة.»

فصعد ديفيد إلى الطابق العلوي، ووجد السيد دك يكتب سريعا جدا بريشة كتابة في يده، بينما رأسه يلامس الورقة تقريبا. كما توجد كمية كبيرة من الحبر في برطمانات بسعة نصف غالون فوق المنضدة، ورزم من المخطوطات، وعدد من الأقلام؛ كما رأى ديفيد أيضا طائرة ورقية كبيرة في ركن الغرفة.

قال السيد دك، وهو يضع قلمه: «ها! كيف الأحوال؟ اسمع، وأرجو ألا تذكر هذا لأحد، لكنه ...» وهنا أومأ إلى ديفيد، وقرب شفتيه من أذنه «إنه عالم مجنون. مجنون كمستشفى المجانين يا بني!» واستنشق السيد دك بعضا من مسحوق التبغ وراح يضحك من قلبه.

وأبلغه ديفيد رسالة الآنسة بيتسي.

فقال السيد دك: «حسنا، تحياتي لها، وأعتقد ... أعتقد أني قد بدأت. أظن أني بدأت.» وضع السيد دك يده في شعره الأشيب، وسأل: «هل دخلت المدرسة؟»

أجاب ديفيد: «نعم يا سيدي، مدة قصيرة.»

قال السيد دك وهو ينظر بجد إليه: «هل تذكر اليوم الذي قطع فيه رأس الملك تشارلز الأول؟»

قال ديفيد إنه يظن أن ذلك كان في سنة 1649.

ناپیژندل شوی مخ