102

دیوید کوپرفیلډ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

ژانرونه

قال الرجل: «اسمع، إذا صعدت بهذا الاتجاه،» وأشار بسوطه إلى المرتفعات، «وظللت تسير حتى تصل إلى بعض المنازل التي تواجه البحر، فأظن أنك ستعرف مكانها. وبرأيي أنها لن تقبل استضافتك، لذا خذ هذا البنس.»

قبل ديفيد البنس شاكرا، واشترى به رغيفا صغيرا، وبدأ يأكله وهو متوجه إلى حيث أرشده الرجل، حتى وصل إلى المنازل التي تواجه البحر. وهناك دخل محلا صغيرا قريبا منه، وسأل الرجل الواقف خلف طاولة البيع، والذي كان يزن بعض الأرز لإحدى الفتيات، إن كان يعرف أين تسكن الآنسة تروتوود.

أسرعت الفتاة تقول: «سيدتي؟ ماذا تريد منها أيها الصبي؟» «أريد التحدث معها، إذا سمحت.» «لتشحذ منها، هذا ما تقصده.»

قال ديفيد: «لا، في الواقع.» وحينئذ احمر وجهه للغاية من شدة الحياء، ولم يقل شيئا آخر.

وضعت الفتاة الأرز في سلة صغيرة وخرجت من المحل، وقالت لديفيد إنه بإمكانه أن يتبعها إذا كان يريد أن يعرف أين تعيش الآنسة تروتوود.

لم يحتج ديفيد لإذن آخر، وتبعها إلى أن وصلا بعد قليل إلى بيت صيفي صغير جميل جدا له نوافذ قوسية مبهجة؛ وأمامه فناء أو حديقة صغيرة مربعة الشكل مكسوة بالحصى ومليئة بالأزهار، والتي تحظى بعناية دقيقة وتفوح منها روائح مبهجة.

قالت الفتاة: «هذا هو منزل الآنسة تروتوود، الآن قد عرفته، وهذا كل ما أستطيع قوله.» وأسرعت بالدخول إلى المنزل، تاركة ديفيد أمام البوابة ينظر بحزن من فوقها ناحية نافذة الردهة؛ حيث رأى كرسيا كبيرا جعله يتخيل أن عمته ربما تكون جالسة في تلك اللحظة في حالة مروعة.

كانت رجلاه ترتجفان من تحته. وحذاؤه في حالة مثيرة للشفقة. وقبعته متغضنة منحنية. أما قميصه وبنطاله الملطخان بسبب الحر والعرق والعشب - فضلا عن أنهما كانا ممزقين - كانا من الممكن أن يفزعا الطيور فلا تقترب من حديقة الآنسة تروتوود، وقد وقف كأنه فزاعة عند بوابة الحديقة. كما لم يكن شعره قد صفف أو مشط منذ غادر لندن. وتحولت بشرته إلى اللون البني من لفح الشمس. وهو مغطى من رأسه إلى قدميه بغبار أبيض. فأخذت ديفيد رجفة عندما فكر في تقديم نفسه بهذه الحال لعمته المرعبة.

وفي واحدة من النوافذ العليا رأى ديفيد فجأة رجلا متورد الوجه، حسن المنظر، أشيب الشعر؛ وقد غمز له بعينه، وأومأ برأسه، وضحك، ثم انصرف.

أقلقه هذا التصرف الغريب للغاية لدرجة أنه فكر في أن ينسل بعيدا؛ وفي تلك اللحظة خرجت من المنزل سيدة تعقد وشاحها فوق قبعتها، وفي يديها قفازان من قفازات الحدائق، وقد ربطت حول خاصرتها جرابا يشبه مريلة محصل الضرائب، وهي تحمل في يدها سكينا كبيرة. فأدرك ديفيد على الفور أنها الآنسة بيتسي، لأنها خرجت من المنزل تمشي ببطء واختيال تماما كما وصفتها أمه مرارا بأنها جاءت تمشي ببطء واختيال في حديقة منزل روكاري في قرية بلاندستن.

ناپیژندل شوی مخ