Darsat fi alsirah
دراسة في السيرة
خپرندوی
دار النفائس
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٥ هـ
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
إن هذه الكتلة النقية في تاريخ الحركة الإسلامية يجب أن تظل على نقائها تعطي ولا تأخذ، ولا تؤخر، لأن الذي قادها إلى الإيمان، ورفعها مجاهدة في طريقه اللاحب الطويل، شيء آخر غير اهتمامات الذهب والفضة.. إنه النور العميق الذي انقدح في أعماقهم يوم بايعوا الرسول ﷺ.. وأما الكتل الجديدة في تاريخ الدعوة، فأسلوب التعامل معها، وكسبها، وكف أذاها، غير أسلوب التعامل مع كتلة كالأنصار آثر الرسول ﷺ أن يبقى معها دوما: حيا وميتا (معاذ الله..-
قال لهم الرسول- المحيا محياكم والممات مماتكم) !!
قفل الرسول ﷺ عائدا إلى مكة فأدى مناسك العمرة هناك في ذي القعدة وولى عتاب بن أسيد إمرة مكة، ومعاذ بن جبل تفقيه الناس في الدين وتعليمهم القرآن، ومنح عتابا راتبا يوميا مقداره درهم واحد!! وقد قام الأمير الشاب يوما خطيبا في الناس فأعرب عن قناعته بما يتقاضى أجرا على أتعابه، وقال: أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقني رسول الله ﷺ درهما كل يوم فليست بي حاجة إلى أحد. وقد حج عتاب بالمسلمين ذلك العام الذي شهد حجا مختلطا شمل المسلمين والوثنيين على السواء «١» . وفي الأيام الأخيرة من ذي القعدة ومطلع الشهر التالي كان الرسول ﷺ وأصحابه قد سلكوا طريق العودة إلى المدينة في أعقاب أكبر انتصارين حققهما الإسلام في صراعه مع الوثنية.
(١) ابن هشام ص ٣١٨ الطبري ٣/ ٩٤- ٩٥ الواقدي ٣/ ٩٥٩- ٩٦٠.
1 / 214