201

Darsat fi alsirah

دراسة في السيرة

خپرندوی

دار النفائس

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

بي رحما، وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعنّ كما جئت خائبا، فاشفع لي إلى رسول الله ﷺ، فأجابه علي: ويحك يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه. ولم يكن هذا الأمر سوى الإعداد الحاسم لاستئصال رأس الوثنية واكتساحها. وعاد أبو سفيان خائبا لكي يخبر قريشا بفشل مسعاه «١» . حرص الرسول ﷺ خلال التجهز على كتمان الأمر حتى عن أقرب أصحابه إليه من أجل أن يفاجىء مكة بهجومه الحاسم فلا تستطيع مقاومة ودفاعا فتذعن للأمر وتحقن الدماء، حتى أن زوجته عائشة عندما سألها أبوها أين ترينه يريد؟ أجابت: لا والله ما أدري! وما أن تمّ الإعداد والتجهز حتى انطلق الرسول ﷺ بأصحابه صوب مكة وأمرهم بالجد والهيؤ. وقد روى الواقدي أن الرسول ﷺ خرج إلى مكة «ولا يعلم أحد وجهته وقائل يقول يريد قريشا وقائل يقول هوازن وآخر يقول يريد ثقيفا ... ولم يعقد الألوية ولم ينشر الرايات حتى بلغ (كديد)» . وعندما سأله أحد أصحابه في الطريق: يا رسول الله والله ما أرى آلة الحرب ولا تهيئة الإحرام، فأين تتوجه يا رسول الله؟ أجاب الرسول ﷺ حيث شاء الله «٢» . وفي مكان آخر يقول الواقدي إن الرسول ﷺ أخذ بالأنقاب (أي سد طرق المدينة) وعمى عليهم الأخبار فكان عمر بن الخطاب يطوف على الأنقاب قيّما بهم فيقول: لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه إلا رددتموه إلا من سلك إلى مكة فإنه يتحفظ به ويسأل عنه «٣» . وعندما ألح عليه أبو بكر بسؤاله: أين تريد يا رسول الله؟ أجابه الرسول: قريشا واخف ذلك يا أبا بكر «٤» . ودعا الرسول ﷺ (اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها) . واستجاب الله لدعاء رسوله وأعلمه وحيه الأمين أن محاولة لأخبار قريش بتحرك الرسول ﷺ قام بها أحد المسلمين (حاطب بن أبي بلتعة) حيث كتب إلى قريش بهدف الرسول ﷺ كتابا حمّله امرأة أخفته في طيات شعرها وانطلقت صوب مكة، فأدركها علي

(١) ابن هشام ص ٢٧٩- ٢٨٠ الطبري ٣/ ٤٦- ٤٧ ابن سعد ٢/ ١/ ٩٧ الواقدي ٢/ ٧٩٢- ٧٩٥ البلاذري: فتوح ١/ ٤٢. (٢) الطبري ٣/ ٥١- ٥٢ الواقدي ٢/ ٧٩٦- ٧٩٧. (٣) مغازي ٢/ ٧٨٧- ٧٩٦. (٤) مغازي ٢/ ٧٩٢.

1 / 202