دراسات في الباقيات الصالحات
دراسات في الباقيات الصالحات
خپرندوی
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
السنة ٣٣-العدد ١١٣
د چاپ کال
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
ژانرونه
هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنَّه قال: "أسعدُ الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه" ١، فاشترط الإخلاص.
والشرط الرابع: هو الصدق المنافي للكذب، وذلك بأن يقولَ العبدُ هذه الكلمة صادقًا من قلبه، والصدق هو أن يواطئ القلبُ اللسانَ، ولذا قال الله - تعالى - في ذمِّ المنافقين: ﴿إِذَا جَآءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ ٢، فوصفهم سبحانه بالكذب؛ لأنَّ ما قالوه بألسنتهم لم يكن موجودًا في قلوبهم، وقال ﷾: ﴿ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ﴾ ٣، وثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل ﵁، عن النبي ﷺ قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله صادقًا من قلبه إلا حرّمه الله على النار" ٤، فاشترط الصدق.
الشرط الخامس: المحبَّة المنافية للبغض والكره، وذلك بأن يحب قائلُها اللهَ ورسولَه ودينَ الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده، وأن يُبغض من خالف لا إله إلا الله وأتى بما يُناقضها من شرك وكفر، وممّا يدل على اشتراط المحبة في الإيمان قول الله - تعالى -: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًاّ للهِ﴾ ٥، وفي الحديث: "أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" ٦.
١ صحيح البخاري (رقم:٩٩) . ٢ سورة المنافقون، الآية: (١) . ٣ سورة العنكبوت، الآية: (١ - ٣) . ٤ صحيح البخاري (رقم:١٢٨)، وصحيح مسلم (رقم:٣٢) . ٥ سورة البقرة، الآية: (١٦٥) . ٦ مسند الإمام أحمد (٤/٢٨٦)، وحسّنه العلاّمة الألباني في الصحيحة (رقم:١٧٢٨) .
1 / 36