230

درج الدرر په تفسير الآي والسور کې

درج الدرر في تفسير الآي والسور

ایډیټر

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

خپرندوی

مجلة الحكمة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

بريطانيا

ژانرونه

والدليل على كونهما حرفين لزومهما صورةً واحدةً في التذكير والتأنيث والجمع والخطاب والحكاية عن النفس والغائب ولأنهما لو كانا فعلين لدخلهما "قد" والدليل على أنهما يشبهان الأفعال جواز قولك: بئس وبئست ونعمَ ونعمت. والدليل على أنه فيهما معنى الصفة استقلال قولك: بئس الرجلُ زيدٌ، ونعمَ رجلًا عمرو، أي: مذموم زيد ومحمود عمرو، وعلى هذا ما اشتروا به أنفسهم هاهنا اسمٌ، والكفر: مشترى به، والأنفس: مشترى لها، فانتصب بنزعِ الخافض.
﴿بَغْيًا﴾ حسدًا حسدوا. ﴿يُنَزِّلَ اللَّهُ﴾ تعالى ﴿فَضْلِهِ﴾ وهو وحيه ورحمته. ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ يعني: نبينا عليه الصلاة (١) والسلام. والعباد جمع عبد، والعبد مَنْ هو مملوكُ الرقبة. ﴿مُهِينٌ﴾ يُهانون فيه، والإهانة من الإذلال (٢).
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾ نزلت (٣) فيمن تكبَّر من اليهود أن يقول عند الدعوة نَعَم وتحرج أن يقول: بلى، فكانوا يعدلون عن الجواب إلى قولهم: ﴿نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ يعنون التوراة. ويظنون أن جوابهم مخلّصٌ عن الكفر، كما أن المؤمنين يقولون عند الشك: آمنا بجميع ما أنزل اللهُ على رسله، فخطأ اللهُ اليهود وحكم بكفرهم إذ قال: ﴿وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ﴾؛ يعني القرآن (٤). ونصب

= عليهما في قولهم: "ما هي بنعم الولد نَصْرُهَا بُكاءٌ وبِرُّهَا سرقة"، وقولهم: "نعم السير على بئس العير"، وقول الشاعر:
صَبَّحَكَ اللهُ بخيرٍ باكرِ ... بِنِعْمَ طَيْرٍ وشبابٍ فاخِرِ
[الإنصاف ص ٩٧ - الأشموني (٢٧٣)].
(١) (الصلاة) من "ب".
(٢) وأصل "مهين" مُهْوِن، لأنه من الهوان، وهو اسم فاعل من أهان يُهين إهانةً فنقلت كسرة الواو على الساكن قبلها فسكنت الواو بعد كسرةٍ فقلبت ياءً.
[معجم مفردات الإبدال ص ٢٧٠ - اللسان "هون" - مقدمة المفسرين للبركوي (١/ ٦١٣)].
(٣) (نزلت) ليست من "ب".
(٤) يرى ابن جرير في قوله تعالى: ﴿بِمَا وَرَاءَهُ﴾ أي: بما وراء التوراة أي بما بعد التوراة، وهذا تفسير قتادة والربيع وأبي العالية فيكون المعنى: بما سوى التوراة وبما بعده من كتب الله التي أنزلها إلى رسله.
[الطبري (٢/ ٢٥٥) - ابن أبي حاتم (١/ ١٧٤)].

1 / 230