و يغضي حياء هيبة و مخافة***لعزك إجلالا بكل شهود لقد هالني ذنبي بخطب مبرح
و بارزت خلاقي بفعل مجرح
أبوء بقلب بالخطايا مقرح
فجد بمتاب عن مقر مصرح***بذنب و تقصير و طول صدود
كئيب حزين خاشع متورع
يسر و يبدي مخلصا توب مقلع
يقوم على صدق بما هو مدعي
منيب يرجى عندك العفو مولع***بذكرك لا ذكر اللوا و زرود
القسم الثاني:
في إخلاص دعائه و ابتهاله و إيقانه بحصول أمانيه و آماله
أسير بقيد العجز عن كل ذرة
تصرفه الأقدار حسب المشيئة
غني عن الأكوان منك برحمة
فقير لما أسديت من كل نعمة***شكور لما أوليت غير جحود
لقد كان لما كان في حال ضره
له منك تدبير لأطوار أمره
دعاك و قد ضاق الخناق بوزره
دعاك و لا يرجو سواك لفقره***و أنت الذي تدعى لكل شديد
تدارك عظيم العفو ما هو حامل
بحط و زك الآن ما هو عامل
يؤمل هذا العبد و الحود شامل
و ما ظن يوما أن يخيب آمل***بباب كريم في غناه حميد
ببابك عبد السوء يحمل إصره
يغوث إعلانا و تعلم سره
ملظ بمحبوب الدعا لك دهره
و لم يك يشقى في دعائك عمره***و منك يرجي اليوم كل مزيد
عرفتك رب العرش عرفان موقن
بما تتلقى المخلصين تلقني
إلهي أقمني في رضاك و أبقني
إلهي تداركني بلطف و أغنني***بواسع رزق من نداك عتيد
إلهي كان الكون في العدم استكن
فأظهرت منه ما تحرك أو سكن
و لم يك إلا ما تكونه و لن
فمهما ترد شيئا يكن بمقال كن***فهلا بكن تقضي بأوسع جود
إلهي و الجود الإلهي كامل
تمن به لا تقتضيه عوامل
على البر و الفجار جودك هامل
يجود به من جود العمر شامل ***على كل موجود بكل وجود
توجهت الآمال لله أجمع
و لم يبق غير الله من فيه أطمع
إلهي ترى ذلي و فقري و تسمع
فما كان لي في غير جودك مطمع***و جودك منه طارفي و تليدي
و جودك يا ذا الجود أوثق حيلتي
و جودك يا ذا الجود غيث محيلتي
و جودك روحي في الكروب الجليلة
و جودك إذ عز الشفيع وسيلتي***و جودك إذ عز البريد بريدي
لئن حال ما بيني و بينك حائل
من الذنب و استعصت علي الوسائل
مخ ۲