45

درجات ست

الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك

ژانرونه

4-6 . يعد نمط الفاعلين هو المألوف؛ إذ يكون الفاعلان متصلين (مرتبطين) إذا انتمى كلاهما لمجموعة واحدة على الأقل، لكن المجموعات يمكن أيضا أن ترتبط بفضل الأعضاء المشتركين؛ فإذا كان فاعل واحد على الأقل ينتمي إلى مجموعتين، فيعني ذلك أنهما متداخلتان أو متشابكتان، وتكون نتيجة حيلة العرض هذه أنه من حيث المبدأ، تتضمن أي شبكة ذات قسمين كل المعلومات ذات الصلة بكل من «شبكة ارتباط الفاعلين» و«الشبكة المتداخلة المجموعات»، الموضحتين في أسفل الشكل

4-6

وأعلاه على الترتيب. ما كنت آمل فعله أنا وستيف ومارك هو فهم الخصائص الواضحة للشبكات أحادية النمط، في ظل التمثيل ثنائي الأقسام. يرجع السبب وراء العمل على هذا النحو إلى كلمة هاريسون في مؤتمر الرابطة الأمريكية للنهوض بالعلم. تعكس شبكات النمط الواحد تمثيلا للعلاقات التي قد يلاحظها المرء فعليا في بيانات الشبكات التي يمكن قياسها، مثل البيانات التي يجمعها محللو الشبكات بصورة طبيعية، والتي في جوهرها ما هي إلا قائمة توضح من يعرف من، فعليا، لكن ما لا يمكن لهذا النوع من بيانات الشبكات أن يطلعنا عليه هو من أين تأتي هذه العلاقات.

كما أوضحنا في الفصل

الثاني ، حاول التحليل التقليدي للشبكات تجنب هذه المشكلة عن طريق ابتكار أساليب لاستخلاص بنية المجموعات من بنية الشبكات وحدها، وفي ضوء الشكل

4-6 ، سيعني ذلك إعادة إنشاء شبكة تداخل المجموعات (الموجودة أعلى الشكل) بناء على معرفة شبكة ارتباط الفاعلين (الموجودة أسفله)، ويكون ذلك دون معرفة الرسم البياني ذي القسمين الموجود في المنتصف. لكن كما هو ملاحظ أيضا في الشكل

4-6 ، في حالة شبكة صغيرة نسبيا ذات قسمين، لا يكون عرض المجموعات (الموجود أعلى الشكل) أقل تعقيدا بكثير من عرض الفاعلين (الموجود أسفل الشكل)؛ لذا ليس من الصعب فحسب استخلاص العلاقة بين الشبكتين دون معرفة من أين أتت كلتاهما، لكن ليس من الواضح تماما كيف يمكن للاختبار توضيح الأمور من الأساس. من خلال البدء بالتمثيل الصريح للبنية الاجتماعية - أي التمثيل الكامل ذي القسمين - كان يحدونا الأمل في أن نفهم بنية شبكة الارتباط وشبكة التداخل في آن واحد. (6) المديرون والعلماء

في الوقت ذاته تقريبا الذي التقينا فيه نحن الثلاثة في إيثاكا، تلقيت رسالة بريد إلكتروني من جيري ديفيز، وهو أستاذ بكلية إدارة الأعمال بجامعة ميشيجان، يلتمس فيها مساعدة حسابية تتعلق ببعض بيانات الشبكات التي كان يدرسها مع معاونه، واين بيكر. كان ديفيز مهتما للغاية، لبضع سنوات، بالبنية الاجتماعية لعالم شركات القطاع الخاص بأمريكا، خاصة البنية المتشابكة لمجالس إدارات الشركات. ليست هذه بالشبكة الاجتماعية المتواضعة؛ فهناك ما يقرب من ثمانية آلاف مدير في مجالس إدارات الشركات التي تتصدر قائمة أفضل ألف شركة في الولايات المتحدة وفقا لقائمة مجلة فورتشن، وهذا العدد القليل نسبيا من الأفراد، إلى جانب الموظفين التنفيذيين التابعين لهم، يلعبون دورا محوريا في تشكيل اقتصاد الدولة، والعالم ككل بدرجة أقل. نظرا لأن معظم اللاعبين في هذه اللعبة يكونون مسئولين فقط أمام المساهمين في شركاتهم (هذا إن كانوا كذلك بالفعل!) وليس من الضروري أن يكون الوصول بثروة الشركة إلى أقصى حد ممكن في مصلحة عامة الأفراد أو البيئة أو الإدارة المستنيرة، فإن السؤال المهم يكمن فيما إذا كانت العناصر واسعة الانتشار لعالم الشركات قادرة على العمل المتناسق، بما في ذلك من خرق لمبدأ منافسة السوق المفترض. في أعقاب الفضائح المحاسبية واسعة الانتشار في مجالي الاتصالات وتجارة الطاقة، يبدو الأهم الآن أكثر من أي وقت مضى التعرف على الآليات الممكنة للتواطؤ بين الشركات.

على مر التاريخ لم يفكر علماء الاقتصاد كثيرا في هذه القضية؛ لأنهم يفترضون بوجه عام أن الأسواق تتحكم دائما في التفاعلات بين الشركات، لكن علماء الاجتماع، مثل ديفيز، يفكرون فيها كثيرا، فمن الطبيعي لشخص يوجد بمجلسي إدارة شركتين مختلفتين أن يشكل قناة لتدفق المعلومات بين الشركتين، ومن المرجح أيضا أن يحقق توافقا بين مصالحهما. توجد بالطبع قواعد بشأن العضوية المشتركة - فلا يمكن لأحد الانضمام إلى مجلسي إدارة شركتين مختلفتين متنافستين بشكل مباشر مثلا - لكن المصالح المشتركة تكون غالبا أقوى مما يمكن لأي قواعد التحكم فيها. هذا ولا يعد التنسيق بين الشركات دائما أمرا سيئا. إذا كان من المفترض لقطاع الشركات الأمريكية ككل أن يستجيب سريعا وبفعالية للبيئة الاقتصادية العالمية سريعة التغير، فمن الأفضل لموظفي هذه الشركات أن يتحدثوا معا في إطارات أكثر حميمية من تقارير العمل.

يملك رؤساء الشركات ومديروها بالطبع العديد من أوساط التفاعل، سواء أكانت رسمية أم غير رسمية، ولا تمثل غرف اجتماعات مجالس الإدارات سوى واحدة منها فقط، لكن نظرا لأن غرفة اجتماعات مجلس الإدارة هي المكان الذي تحدد فيه معظم التغيرات الرئيسية في استراتيجية الشركة أو يوافق عليها، فهي تبدو سياقا مهما للغاية ينبغي دراسته، بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس التفاعلات غير الرسمية بين المديرين التنفيذيين بملعب الجولف أو على الغداء، فإن عضوية مجالس إدارات الشركات هي بيانات متاحة للجميع، ومن ثم يمكن تحليلها. أراد كل من ديفيز وبيكر معرفة هل شبكة مجالس الإدارات التي تناولاها بالدراسة عالما صغيرا، بمعنى أنها شديدة التكتل، بحيث يتمكن أي مديرين من الاتصال أحدهما بالآخر عن طريق عدد قليل من الوسطاء فحسب. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا لإثبات أنها كانت كذلك بالفعل، فتمكنا من إضافة نموذج آخر للقائمة المتزايدة لشبكات العالم الصغير المعروفة، لكن هذه الحقيقة لم تعد تبدو مفاجئة لنا، فطلبت من ديفيز أن نجري بعض التحليل المفصل لبيانات هذه الشبكات، وتكرم بالموافقة.

ناپیژندل شوی مخ