وأما الألف الواقعة صلة لهاء ضمير المؤنث، فإن حذفها والاجتزاء بالفتحة عنها من قبيح الضرائر، نحو قول بعض العرب:
أما تقود به شاةُ فتأكلها ... أو أن تبيعَهَ في بعضِ الأراكيب
يريد: أو أن تبيعها.
وكذلك أيضًا حذفها في الوقف وإلقاء حركة الضمير على ما قبلها من قبيل الضرائر. ومن ذلك قوله:
فإني قد سئمت بدارِ قومي ... أمورًا كنت في لَخْمِ أخافَهْ
يريد: أخافها، وقول الآخر:
ليس لواحدٍ ... على نِعمة
إلا ولا اثنين ... ولا أهمه
يريد: ولا أهمها، إلا أن الألف من (أخافها) و(أهمها) حذفت وسكنت الهاء ونقلت حركتها إلى الحرف الذي قبلها.
وربما فعلوا ذلك في سعة الكلام: حكى الفراء: (بالفضلِ ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به)، يريد: بها، فحذفت الألف ونقلت حركة الهاء إلى الباء.
ومنه: حذف الياء من (هي) والواو من (هو)، وهو أقبح من حذفها من صلة
الضمير المتصل، لأنهما متحركتان تثبتان وصلًا ووقفًا. فمن حذف الياء من (هي) قوله: