235

درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح

درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح

پوهندوی

أيمن محمود شحادة

خپرندوی

الدار العربية للموسوعات بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

ژانرونه

سورة مريم عليها وعلى ابنها السلام فمنها قوله تعالى، حكايةً عن المسيح: ﴿وجعلنى مباركا أين ما كنت﴾، إِلى قوله، ﴿ولم يجعلنى جبارا شقيا﴾. فدلّ على أنّ كلّ مَن كان جبّارًا شقيًّا، فإِنّ الله جَعَلَه كذلك وهذا ممّا لا يحتمِل تأويلًا. إِلاّ إِن يقال: "خذَلَه، فتَجبَّر"؛ وهو جُعلِ بالتسبُّب؛ فلا فرق. ومنها قوله تعالى: ﴿ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا﴾. وهو إِضلالٌ بالتسبّب. سورة طه لم نعدّ فيها من أدلّة الإِثبات شيئًا. وكذلك سورة الأنبياء. سورة الحج فمنها قوله تعالى: ﴿وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد﴾. وقد سبق نظيرها. ومنها قوله تعالى: ﴿وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد﴾. فبَنَى الفعلَ لما لم يُسمِّ فاعلَه. فدَلّ على أنّ الفعل للهداية فيهم غيرهم. وليس إِلاّ الله سبحانه. فالضلال كذلك؛ لأنهما سواءٌ عند الخصم. ومنها قوله سبحانه: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فنفسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته﴾. ثمّ قال: ﴿ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم﴾. وكان إِلقاء الشيطان أنّه شَبه صوتّه بصوت رسول الله، وهو يَتلُو سورةَ النجم. حتى وصل إِلى قوله، ﴿ومناة الثالثة الأخرى﴾، أَلقى الشيطانُ، "تلك الغرانيقُ العُلَى إِنّ شفاعتهم لتُرتَجى". فافَتتنت قريشٌ بذلك، وقالوا:

1 / 301