إِرشادًا كاملًا، بحيث يَصِحّ منه أن يُرشِد الناسَ، وإِن حُمِل "الهُدى" في هذه الآية على الإِرشاد المجرَّد، لم يكن حجّةً في الباب.
ومنها قوله تعالى: ﴿أفأنت تسمع الصم﴾، ﴿أفأنت تهدى العمى﴾. أي أنهم صمٌّ عمىٌ. فهو مِثلُ قوله: ﴿ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصاره غشاوة﴾. ومنها قوله تعالى: ﴿كذلك نطبع على قلوب المعتدين﴾.
ومنها قول موسى: ﴿وقال موسى ربن إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم﴾. قال الله سبحانه: ﴿قد أجيبت دعوتكما﴾. والسّدُّ على القلب في معنى الختمِ عليه، ومنعِه مِن أن يَستنير بضياء العقل.
ومنها قوله تعالى: ﴿إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جائتهم كل آية حتى يروا العذاب الآليم﴾. والاستدلال بها كالاستدلال بنظيرها في أوائل السورة.
ومنها قوله سبحانه: ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾. وقد سبقت، ونظيرتها من سورة الأنعام وهودٍ. ثمّ قال: ﴿وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون﴾. وقد سبقت نظيرتها في الأنعام في قوله: ﴿يجعل .. الرجس﴾.