أنت يا نفس تفرحين بالآخرة قبل مجيء الآخرة، وهذا الجسد يشقى بالحياة وهو في الحياة.
أنت تسيرين نحو الأبدية مسرعة وهذا الجسد يخطو نحو الفتاة ببطء، فلا أنت تتمهلين ولا هو يسرع، وهذا يا نفس منتهى التعاسة.
أنت ترتفعين نحو العلو بجاذب السماء، وهذا الجسد يسقط إلى تحت بجاذبية الأرض، فلا أنت تعزينه ولا هو يهنئك، وهذه هي البغضاء.
أنت يا نفس غنية بحكمتك وهذا الجسد فقير بسليقته، فلا أنت تتساهلين ولا هو يتبع، وهذا أقصى الشقاء.
أنت تذهبين في سكينة الليل نحو الحبيب وتتمتعين منه بضمة وعناق، وهذا الجسد يبقى أبدا قتيل الشوق والتفريق.
رحماك يا نفس رحماك.
الأرملة وابنها
هجم الليل مسرعا على شمال، مستظهرا على نهار تساقطت فيه الثلوج على تلك القرى المحيطة بوادي قاديشا،
1
جاعلة تلك الحقول والهضاب صفحة بيضاء ترسم عليها الأرياح خطوطا تمحوها الأرياح وتتلاعب بها العواصف، مازجة الجو الغضوب بالطبيعة الهائلة.
ناپیژندل شوی مخ