دم او عدالت
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
ژانرونه
لقد سمعت بالمحاولة التي أجريناها قبل أربعة أشهر على كلبين لنقل الدم من الشريان الفخذي لأحدهما إلى الوريد الوداجي للآخر. ومع سرورنا بنجاح تلك العملية من المحاولة الأولى ... تشجعنا على تكرارها عدة مرات على الملأ وسرا، وأضفنا ظروفا عديدة لطريقة إجرائها دفعتنا سهولة التجربة لعدم تجاهلها، بل ساعدتنا على الخروج بمشاهدات وفيرة قد تفيد في ممارسة تلك العملية.
1
وتابع دوني ليشرح كيف جرب هو وإميري أساليب مختلفة. فأحيانا كانا يأخذان الدم من شريان في جسم المانح وينقلاه إلى وريد المتلقي، وفي أحيان أخرى، جربا نقل الدم من الوريد إلى الوريد. كما استخدما في التجربة كلابا ضعيفة وأخرى قوية، وكلابا كبيرة وأخرى صغيرة. وفي الحقيقة كانت الكلاب في وسط باريس عرضة للخطر ذلك الصيف!
وبينما لم ينفق كلب واحد بين كل تسعة عشر، في المقابل نرى نتيجة مفاجئة كما لو تلقت الكلاب دماء جديدة، فإننا تيقنا من أن نقل الدم ليس له أي تبعات خطرة كما أشار بعضهم.
2
وبعد أن أوقد النجاح حماسهما، ذكر دوني أنه أراد أن يوسع أفق التجربة ويجري تجارب لنقل الدم من نوع إلى آخر. واستمر دوني وإميري دونما توقف. وجرى في المحاولة الأولى نقل دم عجل إلى كلب، وكان ذلك مساء سعيدا؛ إذ لم تنجح التجربة وحسب، بل كان مونتمور يشهد هذا النجاح:
قمنا في حضورك بنقل دم العجل إلى أوردة الكلب في 28 مارس، وهو ما نفعله في كل التجارب اللاحقة التي أجريناها من وقتها، مع عملنا الدائم على إتقان العملية إلى حد ما.
وأصبحت تلك المرة الأولى من ثلاث مرات نقل فيها دوني الدم من العجول إلى الكلاب. وكان شغله الشاغل في كل مرة أن يرى ماذا يحدث عندما يختلط دم قوي لحيوان كبير بدم أضعف قطعا لكلب صغير. وفي جميع تلك التجارب، كان دوني يزعم أنهما لم يلاحظا أي مشكلات على الكلاب. فقد كانت الكلاب تبدو دوما بصحة جيدة كما كانت قبل التجربة. كما كان دوني سعيدا بأنه طور هو وإميري طريقة أبسط لنقل الدم تضمنت غرس الأنابيب عبر الجلد في العروق. ويبدو ذلك شبيها بالإبر تحت الجلدية المعروفة في يومنا هذا، وقد وفرت هذه الطريقة بكل تأكيد إحداث جرح كبير. ولو كانا علما بالأمراض المنقولة عن طريق الهواء لأدركا أن الإبقاء على الجلد مغلقا يقلل كذلك بشدة من خطر انتقال العدوى.
أول إنسان
بعد ذلك خطا العالم أولى أهم خطواته في تاريخ نقل الدم. ففي 15 يونيو، تعرف كل من دوني وإميري على فتى في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمره - لا تعرف سنه بصورة مؤكدة - وكان من الشائع ألا يعرف الناس سنهم. وكان هذا الفتى يعاني طوال شهرين من حمى شديدة أوهنت قواه. واستقدم أقاربه الأطباء الذين أجروا له فصد دم حتما. كانت الحمى تعتبر علامة على أن أخلاط الشخص اختلت وأن الجسم يحتوي على كمية كبيرة من الدم المولد للحرارة. وكان إخراج نحو نصف لتر من الدم سيحل المشكلة.
ناپیژندل شوی مخ