دم او عدالت
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
ژانرونه
رد دوني: «فكرة لافتة، لكنها مغلوطة جدا. فأنت تزعم أن الدم يتكون في الكبد، لكننا علمنا من التجارب الأخيرة أن الدم يتكون في الجنين وهو ينمو قبل وقت طويل من ظهور أي علامة على وجود الكبد أو الكيلوس. فالواضح أن الدم يتكون في عدة أماكن أخرى من الجسم. وعليه فلا أعتقد أن هذه النقطة تستحق مزيدا من المناقشة.»
قال بيرو: «أنا متيقن أن هذا رائع، لكنني بدأت أتساءل وأنا جالس هنا عما إذا كنا نبالغ في قيمة الدم؟ إن صح أنه يمكنك التخلي عن دمك وتلقي بعض الدم من متبرع، فسيمكنك أن تقول إن الدم ليس سائلا مهما. فهو يشبه من عدة أوجه القميص الذي يمكنك تغييره وقتما شئت، بل هو في الحقيقة ليس بأهمية القميص، لأن هناك مواقف يمكن أن تموت فيها إذا كنت بدون قميص، لكنك يمكن أن تعيش وقد فقدت بعض دمك!»
8
لم يرد أحد.
وسأل أولدنبرج معيدا المناقشة إلى موضوعها: «أليس أبقراط هو من قال إن الدم يفسد حتما إن خرج من العروق؟»
رد دوني: «إن خير طريقة للدفاع عن شرف هذا الرجل العظيم هي فهم المعنى المقصود من وراء كلماته بدلا من حملها على معناها السطحي. لقد أشار أبقراط إلى أن الدم يفسد لأنه عندما يخرج من الأوعية الدموية يفقد حرارته وطاقته الحركية الطبيعية، والدم يحتاج هذا المزيج من الحرارة والحركة لينقي نفسه باستمرار. نعم، إن وضعت دمك في طبق فستتوقف حركته ويتجلط. وبعد عدة دقائق يتغير تركيبه. وهذه عملية شهدناها عدة مرات. لكن على عكس القول إنه «أيا كان ما يفسد فهو يفسد عند نقله من شخص لآخر» يمكن للدم أن يفسد حتى داخل أوعيته. فلتمنع تدفق الدم داخل وريد وانظر ما سيحدث؛ سيتجلط الدم بسرعة.»
كان دوني يستمتع بوجوده في بؤرة الاهتمام ولم يكن ليستسلم: «في نقل الدم، يتحرك الدم بعملية طبيعية من حيوان لآخر. أعترف أن الأنابيب التي يمر الدم من خلالها غير طبيعية، لكن إن أبقيناها دافئة ومنعنا فقاعات الهواء من دخولها فلن تسبب أي تغير في الدم أكثر من الذي يحدث في الشرايين أو الأوردة . إن وقتي لا يتسع لمن يقولون إن العملية تسبب الجلطات حتما وإن هذه الجلطات بمجرد وصولها إلى القلب تسبب خفقانا مميتا، لأنني لم أر هذا يحدث أبدا. قد تكون الفكرة مثيرة للاهتمام من الناحية النظرية، لكن ليس لها أساس في الواقع العملي. وإن شئتم، يمكنني أن أريكم حيوانات وأشخاصا كثرا جرى نقل الدم لهم ولا يزالون على قيد الحياة.»
تدخل بيرو مرة أخرى: «حتى مع افتراض أن الدم لا يفسد من الناحية المادية عندما يدخل جسما غريبا، فإن من المؤكد أن عنف التغيير وفجائيته وحركة الأخلاط والخلاصات المصاحبة أشد مما يتحمله الجسم. فالطبيعة لن تسمح بذلك. فهي تحمي حقها في الإشراف على أي تغير في الأخلاط ولن تتحمل أن يحاول أي شخص الاستيلاء على سلطتها. إن كنت تشك في ذلك فانظر إلى المشاعر التي يمكن أن تقتل صاحبها؛ إذ تتسبب الأزمة في اضطراب حركة القلب الطبيعية ما يؤدي إلى حدوث اختلال في الأخلاط وبذلك تحدث الوفاة، لأن أسس الحياة والصحة قد اختلت.»
9
هب لامي للمشاركة في الحوار قائلا: «أتساءل عما إذا كان المرض أو التقدم في العمر يضر بشرايين الإنسان وأوردته وقلبه ضررا لا يمكن إصلاحه. ففي هذه الحالة ستنقل هذه الأوعية والأعضاء المتضررة على الأرجح صفات خبيثة إلى أي دم يجري في داخلها. وأعجب من أن الفكرة تؤيدها أمثلة مناظرة من التجارب. فالمثال الذي أحسن استخدامه بالطبع هو البرميل الصغير الذي كان يحوي الخل. فأي سائل يوضع به في أي وقت مستقبلا سيتأثر بحموضته. والدليل التجريبي أعقد، إلا أنه يتضح في خير صورة في التجربة الإنجليزية التي أجراها توماس كوكس والتي نقل فيها الدم من كلب أجرب إلى كلب سليم. وأدى إدماء الكلب الأجرب إلى شفائه، لكن الكلب السليم لم تصبه العدوى.»
ناپیژندل شوی مخ