120

دم او عدالت

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

ژانرونه

وجاء دور بويل ليرد، فصاح وقد انفجر غاضبا في لحظة: «إن لدينا بيانات تدعم كل ما نقول.»

قال بيرو: «آه ... ربما ربما»، وقد بدا عليه أنه يفكر فيما يقال بجدية: «إن مشكلتي إذا سمحت لي هي أنني أجريت تجارب مشابهة، وخرجت بنتائج ناجحة قليلة جدا. فحتى الحيوانات التي تلقت الدم وظلت حية، كانت أضعف وأتعس وأكثر اكتئابا من الحيوانات التي أعطت الدم. وأؤكد لك أن هذا ليس لأن التجارب أجريت بصورة سيئة.»

فيسأل دوني مشيرا بسبابته نحو بيرو: «لكنك لم تستخدم أنابيب نقل دم دافئة، أليس كذلك؟»

ويرد بيرو، وقد نفد صبره: «إنني لا أظن فعليا أن ربط الأنابيب بقطع دافئة من القماش يمكن أن يحدث فارقا. فانظر على سبيل المثال إلى التقرير الذي كتبه دوني إلى الجمعية الملكية بعد أن توفي مريضه.

2

إليكم ما ورد عنه في تقريره: «لقد نجح نقل الدم لدرجة أن المريض شوهد بعد شهرين من العمليات في حالته السليمة وفي صحة ممتازة.» لكن كيف ذلك وقد توفي المريض بعد أن مر أكثر من الشهر بقليل على عملية نقل الدم الثانية. من الواضح أن دوني يبالغ في مزاعمه للنجاح، ولا يلتزم بالمتطلبات الصارمة للتسجيل الدقيق الضروري في العلم الحديث.»

سادت موجة هرج عامة في أرجاء الغرفة مع صياح الموفدين كل برأيه حول هذا الأمر.

وقف بيرو رافعا يده إلى أن عاد الهدوء. وقال مدافعا عن وجهة نظره: «ربما تكونون مقتنعين شخصيا بأثر هذه الطريقة، لكن المشكلة أنكم لن تقبلوا النصح؛ النصح بالتزام الحذر.»

قال دوني وصوته يتقطع بعض الشيء: «الحذر! لست بحاجة إلى الحذر الزائد؛ إن نتائجنا كانت مقنعة لدرجة أن إميري وأنا سنكون مخطئين إن لم نؤكد للعامة أن نقل الدم آمن وفعال. وإن لم نفعل فسنكون كاذبين. وسيترك الأمر للآخرين في البلاد الأجنبية ليتولوا زمام القيادة.»

رد بيرو «فعلا. من الخطأ فعلا أن نلوم دوني وحده، لأن هناك غيره، وخاصة من الأجانب» وانتقلت عيناه من دوني إلى بويل ولوور اللذين جلسا متجاورين على الجانب المقابل من الطاولة «ممن واصلوا تجارب نقل الدم. لكن من المخزي أن أولى التجارب لم تجر بعناية ودقة أعلى. فمثلا، من المستحيل معرفة كمية الدم الذي انتقل من حيوان لآخر فعلا. ونتيجة لذلك عندما يموت الحيوان نظل نختلف حول ما إذا كان قد تلقى كمية زائدة أم ناقصة من الدم. ولا يقتصر التسرع على الإيقاع الذي تجرى به التجربة، بل يصل إلى غياب العناية بالتفاصيل التي ستكون مفيدة جدا عند استرجاع الأحداث. ربما لم تكن لتصل إلى قاعة المحاكمة، لو كنت حللت هذه المشكلة في الحيوانات قبل الانتقال إلى التجارب على الإنسان.»

ناپیژندل شوی مخ