دم او عدالت
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
ژانرونه
وكما كان الحال في إنجلترا، أثارت أخبار عمليات نقل الدم الاهتمام، وسرعان ما استدعي كاسيني لعلاج كلب سنيور جريفوني السبنيلي الأصم البالغ من العمر 13 عاما. وكان هذا الكلب متوسط الحجم، ومصابا بالصمم قبل ثلاثة أعوام، وكان شبه كسيح. وعندما رأى الكلب سيده بعد نقل الدم، قفز عن المنضدة، وجرى إلى خارج الحجرة بحثا عن سيده. وبعد مرور يومين كان الكلب قادرا على المشي وخلال شهر لم يعد أصم. ولا يبدو أن هناك تفسيرا منطقيا لهذا الشفاء المذهل.
في مجمل الأمر، يبدو أنه ليس هناك شك في أن دوني وإميري من أوائل الناس الذي أجروا نقل الدم إلى إنسان، وأن الإنجليز كانوا أول من أجرى العملية بين الحيوانات. وكذلك كان العلماء الألمان والإيطاليون أول من فكر جديا في الفكرة. ودائما ما يقال إنه لا تتم تجربة على نحو جيد من المرة الأولى!
المعارضة الفرنسية
كما يبدو أن هناك قاعدة تاريخية أساسية تقول إن الناس إما يقبلون التكنولوجيا الجديدة على مضض أو يعارضونها بقوة. ففي أغلب الأحيان، لا يمكن الحكم على السلامة والمصداقية في الادعاءات والادعاءات المضادة للفريق «المناصر للتغيير» أو فريق «بقاء الحال على ما هو عليه» إلا بالنظر إلى الوراء على الموقف بأكمله والمزية المعتادة للنظر إلى الأمور بعد حدوثها بسنوات.
في الوقت الذي كان فيه بعض الأطباء الذين يؤلفون الكتب يعبثون بفكرة نقل الدم، ارتعدت فرائص الغالبية العظمى للعاملين بالمجال الطبي بسبب الفكرة. لسوء حظ دوني، كانت إحدى أكثر المجموعات المعارضة له تأثيرا هي كلية الطب في باريس. وجاء الهجوم في صورة خطابات وكتيبات مطبوعة أخذت تظهر بحلول عيد الميلاد عام 1667. ورد مؤيدو دوني، إلا أن أطباء باريس كانوا يتمتعون بنفوذ سياسي كبير؛ رغم أن حججهم كانت عن غير علم ومخطئة في التقدير إلى حد كبير، وكانت الحياة تزداد صعوبة على دوني. ففي وقت ما كان ممتنا لمونتمور وأصدقائه على رعايتهم له، والآن أصبح في حاجة إليهم ليحموه.
الفصل التاسع
لغز موروا
نعود من جديد إلى مكتبة مونتمور في ليلة 19 ديسمبر 1667. ما سر البعض وأصاب البعض الآخر بصدمة أن دوني وإميري أعلنا أن موروا - مريضهما المرتقب - على حد علمهما كان في حالة مستقرة ويتمتع بصحة جيدة بوجه عام. لقد كان مرشحا مثاليا لتلقي علاجهم الثوري. نعم سيكون هو ثاني مريض يتلقى بعض الدم المنقول. ولتفادي أي تدهور محتمل، ينبغي إجراء العملية في أسرع وقت ممكن. وكان ذلك - كما ذكروا - تجربة لفكرة. ولم يكن ليبدو عليهما أي شعور زائد بالثقة في ادعاء اليقين بأن العملية ستعالج الرجل المسكين، وإن كانا يأملان بالتأكيد أن يحدثا معجزة. لقد كان ظهور الحذر عليهما، ثم إعلان نجاحهما الباهر بعد أيام قليلة هو نهج العمل المفضل لديهما قطعا.
كان شعورهما بالتردد مبررا بأسباب عملية؛ إذ إنهما لم يسبق أن أجريا العملية على رجل سليم بدنيا يعاني من سلوك مختل. وكان أفضل تخمين لديهما هو أن عليهما استخدام دم عجل لأن «لينه وقوته قد تهدئ الحرارة والغليان في دمه.» تحدد موعد للعملية - في السادسة من مساء ذلك اليوم - وانفض الجمع وسط جلبة كبيرة وتحيات مطولة.
وسرعان ما خلت الغرفة إلا من العالمين، ومضيفيهما وراعيهما مونتمور، وسيئ الحظ موروا؛ إذ لم يكن استمرار وجوده تطوعيا تماما بما أنه كان لا يزال مقيدا إلى كرسيه؛ وقد أخذ يشكو من جديد في مرارة. كالعادة، كان مونتمور هو المسئول، فاستدعى مجموعة من الخدم وبدأ في التحضير لنقل «المريض» إلى منزل آخر، حيث كانت فكرة الاستماع لصراخه طوال اليوم صعبة جدا عليه. كما أن منزله كان في منطقة راقية من باريس، ولم يكن مونتمور يرغب في أن يسيء إلى اسمه ومنزله، باتهام الجيران له بأن ثمة شغبا على وشك الحدوث في منزله.
ناپیژندل شوی مخ