دم او عدالت
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
ژانرونه
كان هذا وقت بذل مزيد من الجهد لمواجهة الأزمة. ففي 24 سبتمبر، كتب أولدنبرج إلى بويل من جديد، وذكر أن النسخة المعدلة من العدد السابع والعشرين في المطبعة، وأنها تضمنت تنصلا من المسئولية عن النسخة الأولى. كما ذكر أن لوور طلب مقابلته وأن الفرصة قد سنحت ليشرح له ما حدث. وختم أولدنبرج خطابه بشكوى من أن ناشره السيد جون مارتن قد عدل مستحقاته، وأن الدورية لن تدر عليه في الأرجح أكثر من 30 فلورين هذا العام. كان هذا درسا قويا في عالم الأعمال القاسي؛ من الصعب أن تجني الأموال من بيع المعرفة العلمية في أحسن الأحوال.
خريف مضطرب
في مجمل الأمر ، كان الخريف وقتا عصيبا على دوني وكارثة على أولدنبرج. لكن الأشهر التالية كانت على وشك أن تزخر بأحداث كثيرة لكلا الرجلين. فخلال ذلك العام، تزوج أولدنبرج من دورا القاصر التي تحت وصايته ذات الأربعة عشر ربيعا. وبذلك آلت له أملاك دورا في كنت؛ مما عزز موقفه كثيرا، ولو لم يوفر له الاستقلال المالي. أما دوني فقد ظلت الأشهر التالية صعبة عليه، حيث ظهرت المشكلات مع مريضه التالي البارون بوند. في الواقع، انتقلت أخبار الموقف بسرعة إلى أولدنبرج لدرجة أنه تمكن من التعليق عليها في مقاله في شهر أكتوبر الذي شكك فيه في ادعاءات دوني.
كان البارون بوند ابن أول وزير دولة لملك السويد. وكان يقضي الوقت على اتصال وثيق بالملكة السابقة كريستينا - وهي امرأة متألقة أعلنت عام 1655 تحولها من العقيدة البروتستانتية إلى الكاثوليكية وتخلت عن عرشها. وكان والدا كريستينا يرغبان في إنجاب ذكر؛ وتنبأ المنجمون بأن الطفل سيكون ولدا وأعلن الأطباء في البداية، أن كريستينا ذكر. ولما أدركت أمها أنها في الواقع أنثى تعاني من تشوه في الحوض، رفضتها. وقرر والدها أن يربيها لتكون أميرا؛ وهو ما لم يكن بداية جيدة لحياتها. وتحسنت الأمور بعض الشيء عندما قتل والدها في معركة عام 1632، وتوجت كريتسنيا ذات الأعوام الخمسة ملكة على السويد من بعده.
وعلى الفور، خضعت كريستينا لبرنامج تدريبي قاس يتضمن 12 ساعة من الرياضة والدراسة لستة أيام أسبوعيا. وفي الخامسة عشرة من عمرها، كانت تتحدث خمس لغات بطلاقة، وبدأت تدير شئون البلاد بالفعل، ولم تكن تنعم إلا بثلاث أو أربع ساعات من النوم كل ليلة. وكان الترويح في صورة ركوب الخيل واصطياد الدببة. وكان حماسها للاستيقاظ باكرا وبالا على ديكارت؛ فقد كانت كريستينا قد عينت ديكارت ليعلمها الفلسفة، لكن أصابه الإرهاق من استمرار مطالبته بالاستعداد لتقديم دروس في الخامسة من صباح كل يوم؛ إذ كان يفضل أسلوبا باريسيا أكثر راحة يمكنه من الاستيقاظ الساعة الحادية عشرة. في عام 1650، أصيب بالتهاب رئوي، ومات ودفن في استوكهولم.
لذا لم يكن من المفاجئ أن تتدهور صحة كريستينا بعد وفاة ديكارت بعام. وأوصى أطباؤها بوصفات علاجية كثيرة، لكن كريستينا أرسلت في طلب صديق ديكارت الطبيب الفرنسي بيير بوردولو. وعند قدومه استبعد كل الأطباء وتخلص من وصفاتهم، وبدلا من ذلك، أوصاها باللهو واللعب؛ بالراحة والاستجمام. لا بد أن ذلك كان صادما بكل تأكيد لهذه الفتاة المفعمة بالحيوية على نحو استثنائي، لكنها سرعان ما تعافت وأشرقت ملامحها أمام هذه الحرية الجديدة. وباستغلال هذا الإحساس الجديد بالاستقلال، تخلت كريستينا عن العرش وانتقلت إلى روما.
عاد بوردولو إلى باريس محملا بالهدايا، وظل هو وكريستينا يتواصلان بالخطابات. لقد كانت المراسلة هي الوسيلة التي سمعت بها كريستينا عن نقل الدم. كان من الواضح أنها انبهرت بالفكرة، لكنها قالت في ردها على بوردولو:
أعتقد أن ابتكار حقن الدم جيد جدا، لكنني لا أرغب في أن أجربه بنفسي، فقد أتحول إلى خروف. فإن كنت سأمر بتحول، فإني أفضل أن أصبح لبؤة، لكيلا يتمكن أحد من التهامي؛ أنا بحال جيدة ... لكن إذا احتجت هذا العلاج، فقد قررت أن أحقن بدم ألماني، لأن الحيوان الألماني أقل شبها بالإنسان من أي حيوان أعرفه.
12
لم ترق الحياة في روما إلى توقعات كريستينا، وسرعان ما اكتسبت عداوات علية القوم. وبعد فشل محاولة تحرير نابولي من حكم الإسبان قررت العودة إلى السويد في عام 1666. وفي خريف عام 1667 سمعت أن مستشارها السابق البارون بوند أصيب بوعكة شديدة. وبالمصادفة كان البارون في باريس حيث أحدث التكنولوجيا الطبية: نقل الدم. على الأرجح أن كريستينا أرسلت إلى بوردولو، وعلى إثر ذلك، أرسل في طلب دوني وإميري.
ناپیژندل شوی مخ