دم او عدالت
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
ژانرونه
أرجو أن توفر لي - إن تيسر - إمكانية أن أرى صديقا من وقت لآخر؛ إذ لا يتاح لي استخدام القلم والأوراق، إلا هذه الرسالة فقط كتبتها بمعروف من الملازم.
7
كان تعليق أولدنبرج عن طول إقامته في مكان مشئوم طريقة مهذبة لقول ما كان كل شخص يعرفه في ذلك الوقت؛ فالطريقة الوحيدة التي يمكن بها للمرء أن يمر بتجربة أبعد ما تكون عن السرور في السجن هو تحمل تكاليفه. فالأكل والاستحمام كانا مقابل المال، وحتى عندها يجب تسيير الأمور بدفع المال للحراس.
يبدو أن خطاب أولدنبرج لم يحقق فائدة كبيرة. والأسوأ أنه بدأ يسمع أن أصدقاء سابقين جاءوا لزيارته في السجن، لكن بعد رؤية مذكرة الاعتقال التي تقول إن احتجازه كان بسبب «التصاميم والممارسات الخطيرة» غادروا سريعا. فحتى إن كان أولدنبرج بريئا، كان من الواضح أن التعامل معه كان صعبا وخطيرا. كما أنه لم يكن لديه أي سلطة؛ لذا لم يكن هناك سبب يدفع أي شخص ليتحمل عناء مساعدته. فأولدنبرج ليس في موقع يسمح له برد الجميل. والأسوأ كذلك، أن كثيرين من معارف أولدنبرج قد نشروا على ما يبدو شائعة كونه جاسوسا، وسرعان ما جف نبع زائريه.
إلا أن أولدنبرج استقبل في الواقع زائرا آخر، رغم أنه لم يرغب في الكشف عن هويته. وتمكن أولدنبرج من إملاء خطاب كتبه الزائر المجهول بعد مغادرته قبل أن يرسله إلى سيث وارد، وهو زميل بالجمعية الملكية وأصبح الآن أسقف ساليسبري. وبين الخطاب أن أولدنبرج لم يسمح له بقلم وحبر، لكنه كان يأمل أن يتمكن هذا الصديق الحميم من إثبات براءته. من الواضح أن أولدنبرج لديه الآن فكرة عن الاتهام الموجه إليه، لكن نتيجة لطبيعة احتجازه لم تسنح له الفرصة للدفاع عن نفسه:
قضيتي هي ما يلي. أنا متهم بمخططات وممارسات خطيرة؛ وعلى حد فهمي، فقد استنتج من بعض خطاباتي وكلماتي أنها تحتوي على تعبيرات تجسد هذا. هذا كل ما أعلم بشأن اتهامي، وهو ما سأرد عليه بكل صراحة وصدق يرجى، وأمام الرب الذي يرى كل شيء، بما يلي.
8
وتابع أولدنبرج ليبين أنه إن كان ينتقد الإنجليز في الحرب، فإن ذلك لم يكن إلا لأنه أراد أن يكون أداؤهم أفضل. ولا يمكن بأي حال أن ينظر إلى ذلك باعتباره إهانة للملك أو شعبه. كما أنه أكد أن كتابته للخطابات قدمت ميزة كبيرة للملك من خلال الحصول على معلومات مفيدة من الدول المختلفة التي راسلها . وختم دفاعه بنداء أنه على استعداد لتحمل العقاب الكامل إن كان هناك أي ذنب ارتكبه. وتوسل إلى قارئ الرسالة أن يفعل كل ما في استطاعته ليحوز رضا أرلنجتون والملك؛ لكيلا يترك في السجن لتتدهور حالته وتسوء.
تشير كل الدلائل إلى أن هذا الخطاب لم يتخط أسوار البرج. والأرجح أنه عثر عليه بحوزة الزائر وصودر، وهو الآن في مكتب السجلات الحكومية. (من المنطقي أن نفترض أنه لو كانت الفرصة سنحت لأولدنبرج، لكتب إلى بويل أيضا؛ ولو أن بويل تسلم الخطاب لحرقه لإخفاء أي دليل على وجود اتصال بأولدنبرج.)
وفي 20 يوليو نجح أولدنبرج في تهريب خطاب آخر عبر أسوار البرج التي لا تخترق. وهذه المرة كان الرجاء مباشرا؛ إذ كتب إلى اللورد أرلنجتون يسأله أن يلتمس له عفو الملك:
ناپیژندل شوی مخ